التي يلبسها عبد الوهاب فيتعثر في أذيالها، ذلك هو المرحوم عبده الحامولي تؤكد الروايات أنه كان يأكل الطعام ويمشي في الأسواق
- وهل لا يأكل عبد الوهاب الطعام ويمشي في الأسواق؟
- حاشا لله. وإن أكل فتنازل، وإن مشى فكما كان يمشي هرون الرشيد
- إني لا أحب فيك هذا التعصب على عبد الوهاب. وإن الذي تأخذه عليه يمكن أن آخذه على شارلي شابلن نفسه، لشارلي أيضاً لوازم تبدو في كل أفلامه: قبعته وعصاه وشارباه ومشيته وحذاؤه وتلعيب فمه ومسحه الحذاء في البنطلون وهزة كتفيه.
- صحيح صحيح. . . ولكنك نسيت أن شارلي يمثل في كل أفلامه شخصاً واحداً هو ذلك المتشرد الحائر الذي يطارده المجتمع في أغلب الأحياء، ولا يعطف عليه إلا في أقل الأحيان. وروايات شارلي شابلن كلها يمكن أن توصل وأن تعرض على أنها حوادث حدثت لهذا المتشرد. وعلى هذا الأساس فإنه ليس عجيباً أن يلزم هذا المتشرد حركات وسكنات وإشارات خاصة هي هذه التي تقولين عنها
- طيب. ونجيب الريحاني الذي تشهد له بالتفوق. أليست له هو مواهب أيضاً لازمة لا تخلو منها رواية من رواياته هي هذه (المطة) التي يختم بها أكثر جمله وعباراته
- صحيح أيضاً. ولكنك أيضاً نسيت أن هذه (المطة) هي من آثار كشكش بك في نجيب الريحاني، فقد كان نجيب مثل شارلي يمثل شخصاً واحداً هو عمدة كفر البلاص، وكان هذا العمدة لا ينجو من مأزق حتى يقع في مأزق، وكانت الحيرة والدهشة و (اللخمة) تأخذه من أول الرواية إلى آخرها، وكان يستغيث، وكان يلوم، وكان يسترحم، وكل هذا يستدعي منه هذه (المطة) فلزمته ولكنه بدأ يتخلص منها فهي لا تعاوده الآن إلا نادراً
- ولم تلجأ إلى هذا التعسف ولا تقول إن لكل ممثل إسلوبه الخاص به
- لأن موضوعنا هذا لا صلة له بأسلوب الممثل. وإنما أسلوب الممثل شيء آخر
- هو الطريقة التي يتذوق بها الممثل الناس، والتي يعرض بها بعد ذلك هؤلاء الناس
- وكيف يتذوق الممثل الناس؟
- للأرواح ملامح كما للأجسام ملامح، ومن الممثلين من ينعم النظر في هذه الملامح حتى يحصرها كلها، ومنهم من يروعه بعضها فيقف عنده ولا يعود يرى غيره، أو يرى غيره