ينال من هذا المدرس في كلية الآداب. فيكفي أن يذكر المرء من أبحاث الدكتور بينس (رسالته في مذهب الجوهر الفرد عند الإسلاميين) فهذا البحث من أحسن البحوث التي كتبها المستشرقون في الفلسفة الإسلامية على الإطلاق؛ وسيرى ذلك قراء العربية حينما ننتهي من طبع ترجمتنا لهذه الرسالة. هذا ولم نذكر مقالاته العربية التي تظهر في مجلات المستشرقين وخصوصاً في مجلة (الحضارة الإسلامية) التي يصدرها بعض الهنود المشتغلين بالدراسات الإسلامية وهذه الأبحاث التي كتبها بينس تمتاز بالطرافة في النتائج التي يصل إليها، والاستقامة في مناهج البحث الفيلولوجي والعمق في فهم المذاهب الفلسفية الإسلامية وغير الإسلامية
فاستقدام الدكتور بينس للتدريس في كلية الآداب فائدة كبرى، وأمل اعز ما نرجوه من أجل مصلحة الدراسة في الكلية أن نراه عن قريب وقد تحقق.
ومن هذا كله يتبين أن الحال في المسألتين اللتين ذكرهما صديق الدكتور بشر ليست كما زعم الصديق. بل هي على العكس من ذلك تحملنا على تسجيل الشكر لهذا المدرس في كلية الآداب أما المسائل التي ذكرها الجامعيان الآخران فلا تستحق منا أن نرد عليها بأكثر من قولنا إن ما ذكر باطل كله. فالمرتب الذي يتناوله هو المرتب العادي الذي يتناوله أصغر المدرسين الأجانب بالكلية، وقصة الخمسمائة الجنيه قصة أقل ما تستحقه هو السخرية لبطلانها، وفي هذا فليرجع إلى كلية الآداب من شاء.
وأخيراً أقول لمن تحدث عن الحق منهم كما أقول لزميليه الآخرين: اتقوا الله في الحق أمام ضمائركم، قبل أن تدعوا اتقاءه فيه أمام الناس حتى لا تضطروا إلى الدفاع عن أجنبي مواطناً لا يؤذيه شيء قدر أن يلجأ إلى الدفاع عن أجنبي بازاء مواطنين
عبد الرحمن بدوي
المصريون في ميدان الثقافة
اطلعت في مجلة الرسالة بالعدد ٣٣٣ على كلمة قوية على هدوئها للدكتور بشر فارس تحت عنوان (في كلية الآداب) أثار فيها مسائل هامة تمس الحياة الثقافية عندنا. واطلعت بعد ذلك في مجلة (المصور) تحت عنوان (النبوغ في مصر. هبوط سعره في بورصة