للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حاربوا من أجل استقلالهم، فازداد الروس قسوة وطغياناً وحاولوا فرض لغتهم وديانتهم وقوانينهم قسراً على الفنلنديين وملئوا البلاد بالجواسيس، فهب الفنلنديون للدفاع عن حريتهم وأعلنوا الإضراب العام في سنة ١٩٠٥ واشتركت الأمة فيه على اختلاف طبقاتها في كافة أنحاء البلاد فتعطلت المواصلات والبريد والتلغرافات والتلفونات وأغلقت المدارس ودور الحكومة والمتاجر، واضطرت الحكومة الروسية إزاء اتحاد كلمة الفنلنديين أن تجيب طلباتهم بمرسوم إمبراطوري صدر في ٧ نوفمبر سنة ١٩٠٥. ولكن الروسيا حاولت ثانياً حد سلطة البرلمان، فثار الفنلنديون في سنة ١٩٠٨ وسنة ١٩١٠ وقاوموا الروس بشدة ورفضوا أن يتجندوا في الجيش الروسي الممقوت ودفعوا ٢٠مليون مارك سنوياً ليعفوا من الخدمة العسكرية.

ولما استقرت نيران الحرب العظمى أعلن برلمان فنلندا حياد البلاد فقطع بذلك كل علاقة بين فنلندا والروسيا. وقد أعلن الفنلنديون أنهم لا يحاربون إلا من أجل فنلندا.

ولما أُلفت الحكومة البلشفية في الروسيا اعتقد بعض الفنلنديين أن من مصلحة البلاد الدخول ضمن الاتحاد السوفيتي فقامت من جراء ذلك حرب أهلية بين الحمر الفنلنديين والبيض من أهل فنلندا بقيادة المارشال مانرهايم بطل فنلندا الذي استولى على هلسنكي وطرد البلاشفة؛ وهو بعينه الذي يحاربهم الآن.

وفي سنة ١٩١٩ نودي بفنلندا جمهورية مستقلة لأول مرة في تاريخها، فهي بذلك أحدث أمة مستقلة في العالم.

وفي سنة ١٩٢٠ التحقت فنلندا بعصبة الأمم وتنازلت الروسيا بمقتضى معاهدة دوربات عن الجزء الضيق الذي فيه ميناء بتسامو لفنلندا، وبذا أخذت في إنشاء الطريق القطبي العظيم الذي لا مثيل له في العالم.

والعَلم الفنلندي مكون من اللونين الأزرق والأبيض رمزاً إلى زرقة السماء والماء وبياض الجليد.

والفنلنديون أقوياء الأجسام وهم في الأصل ربعون ذو رؤوس مستديرة وجباه منخفضة وجلود تضرب إلى السمرة وعظام خدودهم بارزة وشعر ذقونهم خفيف؛ وشعرهم أسود لامع طويل، وهذه من صفات المغول ولكنهم تزاوجوا مع من جاورهم من الأمم فدخل فيهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>