للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمر إلقاء الأمر إلى سارية من المدينة وسارية على حدود فارس. وإن نسبة التقى بين عمر البشر وأستاذه الهادي الأمي محمد النبي الرسول صلى الله عليه وسلم، لتساوي فيما أرى النسبة بين هذه التي حدثت من عمر وبين تلك التي كانت من النبي إذ أسرى الله به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.

- آمنت بالله ورسوله. . . إذن فقد انتقل النبي بجسمه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. . .

- انتقل بروحه وبجسمه وبكيانه كاملاً غير منقوص، وليس هذا من الله عجباً، وهو يرويه في القرآن، والقرآن كتابه، وإن كنت تنكرين فاجمعي الإنس والجن وائتوا بسورة من مثله.

- وأنى لي أن أجمع الجن. . . هل تعرفهم أنت وهل تستطيع جمعهم؟

- إني لا أستطيع جمعهم لأني أضعف من ذلك. . .

- ولكنك تعرفهم؟ ولعلك أيضاً تعرف الملائكة؟

- لم يقل لي أحد ما الملائكة، وإن كان أستاذي النائم عبد السلام شهاب قد عرفني بالجن. . .

- ما هذا الاسم العجيب؟ لم أره يكتب لا في الهلال ولا في المقتطف، ولا في الرسالة، ولا في السياسة، ولا في الثقافة. . . فأين تقرأ له.

- إني لا أقرأ له ولكني أسمع منه، وهو يكتفي بأن يقول لي وأن أكتب أنا، وقد قال لي إن الجن ناس، وأسمعني مرة إياهم وأراني مرة بعضهم. ولم يزد على هذا.

- وكيف يمكن هذا؟ أو أن له استعداداً خاصاً؟

- له، وهو مثل كل استعداد غيره يهبه الله لمن يشاء من عباده فيمكنهم به من القيام بما يعجز عنه غيرهم. . . وهو كذلك الاستعداد الذي يستطيع به الفنان أن يلمح طبع الخير في بعض الناس وطبع الشر في بعضهم من غير أن يحتك بهم. . . وهو كذلك الاستعداد الذي يلمح به المهندس العلاقات بين النقط والمستقيمات والمنحنيات فيصل بعضها ببعض ويفرق بعضها عن بعض ويبني على ذلك ما يشاء وما لا يوفق إليه غيره. . . ولقد سمعتهم يطبلون طبلاً رهيباً في ليلة هادئة. . . وهؤلاء لم أرهم. . . أما الذي رأيته فواحد كان يسير في ليلة مظلمة في طريق قفر ضيق وراء بيت (عبد الرزاق) في عابدين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>