واجبك أن تفكر فيما تقدم عليه قبل أن يذكرك ناقدوك.
فأين أنت من مشكلات العصر الحديث؟
هل ترى أن يظل شبابنا على جهل بالتطورات التي تثور في الممالك الأسيوية والأوربية والأمريكية، اكتفاءً بما تقترح أن نعلِّمهم من أخبار اليونان والرومان؟
وهل تظن أن العلم بمناوشات الأحزاب في أتينا القديمة يغني عن العلم باصطخاب المذاهب في لندن وباريس وموسكو وبرلين لهذا العهد؟
وهل ترى أن درس مخاطرات هانيبال أنفع من درس دسائس ستالين؟
وهل تظن أن النظر في أسباب سقوط الإمبراطور الرومانية أهم من النظر في أسباب سقوط الخلافة الإسلامية؟
وهل يخطر في بالك أن درس تاريخ الآشوريين والبابليين أهم من درس العراق الحديث؟
وهل تفهم أن درس الصلات بين مصر والشرق لعهد الفراعين أهم من درس الصلات بين مصر والشرق لهذا العهد؟
التاريخ واجب الدرس، ولكنه على كل حال تاريخ، فكيف يغيب عنك أن من العيب ألا نعرف من مذاهب روسيا وألمانيا وإيطاليا غير ما تسوقه إلينا بعض الجرائد الأجنبية؟
وهل تثق بأن تلاميذ المدارس عندنا يعرفون الفروق بين الاشتراكية والشويعية، مع أننا نعلِّمهم الفروق بين مذهب أهل السنة ومذهب الاعتزال؟
هل يعرف تلاميذنا ما النازية وما البلشفية وما الفاشستية؟
وهل يعرفون أصول العقائد التي تحترب في الشرق لهذا العهد؟
وهل في مصر كتابٌ واحد يؤرخ الثورة المصرية التي شبت في سنة ١٩١٩؟
وهل في مدارسنا تلميذ وحد علَّمه أساتذته كيف يقرأ أخبار الأسواق المالية في الجرائد؟
وهل تعرف مدرساً شرح لتلاميذه كيفية الاستفادة من الإذاعة اللاسلكية؟
وهل عندك في كلية الآداب مدرس يستطيع أن يُلقي محاضرة وافية عن الأفلام المصرية؟
وهل تعرف أنت كُنه الاتجاهات الأدبية في البلاد العربية لهذا العهد، كما تعرف كُنه الاتجاهات الأدبية في عصر بني أمية وعصر بني العباس؟
وهل عندك في مكتبة قسم اللغة العربية بكلية الآداب مجموعة من الجرائد والمجلات