- هذه أهون الهينات. . . وهي بيد الدكتور عبد الوهاب عزام الذي لا يزال يذكر أني تلميذه، والذي يعطف عليّ فيما يبدو لي، والذي أعتقد أنه لا يتأخر عن مساعدة رشيقة كهذه. .
- وما للدكتور عزام الأستاذ في الجامعة والذي يكتب عن رحلاته في الشرق والغرب، وهذه (الألعوبة) أو (الألعبانة) التي تريد أن ترتكبها. . .
- الرجل رجل طيب، فذا التصقت به لم يجرؤ على طردي لأنه حيّ خجول، ولأني سأذكره بالحكمة لتي تقول:(من علمني حرفاً صرت له ضيفاً) وقد علمني هو اللغة الإيرانية كلها. . . ولدكتور عزام قريب صاحب المعالي عبد الرحمن عزام بك وزير الأوقاف، والأستاذ مصطفى بك رضا موظف في وزارة الأوقاف فإذا رآني حول الوزير مرة أو مرتين أصبحت عنده شيئاً مذكوراً. . . فإذا دعوته يوماً إلى سماعي ونبهته إلى أن الدكتور عزام سيسمعني معه خف إليّ كالبرق الخاطف حباً في مجالسة الناس الطيبين، فإذا لبى الدعوة هؤلاء الناس الطيبون الذين من عادتهم ن يجبروا خواطر الناس، بدأ الإيمان بي وبفني يدخل نفس ماركوني، فإذا جاملني أحد الناس الطيبين (بآه) أو (بأحسنت) كان هذا مستنداً لي على أني فنان مقتدر. . . فإذا قلت عن نفسي بعد ذلك بأني عبقري وأني نابغة العصر والأوان زيادة على أني شاعر كبير ومثقف مطلع ومفكر عظيم فإني من غير شك واصل إلى الاتفاق الذي أرجوه. . .
- ولكن هذا كله لا يساعدك في شيء. . . فمصطفى بك رضا نفسه موسيقي، وهو نفسه حَكَمٌ في الفن لا يمكن التدليس عليه.
- قد يكون هذا حقاً، ولكن الرجل أعقل من أن يحكم بالفن وحده. . . فهو بلا شك يقيم إلى جانب الفن اعتبارات أخرى يستعينها في الحكم على الفنانين الذين يعملون في الإذاعة. . وإلا فكيف يسمح بالغناء لمن تعرفينهم من المغنين الذين لو استمعوا إلى أنفسهم لما رضوا أن يغنوا. . . ألا يذيع كثيرون من هؤلاء؟
- ولماذا يفعل هذا؟
- اسأليه. . . واعلمي أنه محسوب على السيدة نفيسة فهو تقي جداً وورع جداً ولا يمكن مطلقاً أن يقول غير الحق ولا أن يظهر غير ما يخفي. . . زيدي على ذلك أنه من أسرة