كبيرة غنية، وأن له من الحسب والنسب ما يدرأ عنه كل شبهة. . . وإن كان فيه عيب فهو أنه رجل طيب. . . طيب جداً، سبحته لا تفارقه، وشفتاه لا تكفان عن التمتمة والتسبيح، ولعل ماركوني لم يأخذه إلا لأنه بركة.
- إذن فقد انتهى الأمر، وإني أوصيك بأن تبدأ. . .
- اسألي لي عن الدكتور عزام بالتليفون، فذا وجدته فقولي له: إن هيئة كبار العلماء ستتغدى عندك اليوم.
- وما لهيئة كبار العلماء هذه أيضاً؟
- هذا اسم كان يطلقه الدكتور عزام على فرقتنا التي كانت مؤلفة من ثلاثة. قال الأستاذ أحمد أمين يوماً: إن كلية الآداب لم تر مثلهم ولن ترى مثلهم.
- في الجد والتحصيل؟
- لا. في العنف والكفاح والرجاء والإيمان. دعينا من هذه الذكريات. هل وجدت الدكتور؟
- لا. فلننتظر ساعة. والآن قل لي: لماذا اخترت أن يكون اسم أغنيتك (التختروان)؟
- أنا لم أختر هذا. وإنما هو الرد الطبيعي على أغنية (الجندول) التي غناها عبد الوهاب. (فالجندول) هذا مركب أوربي يسير في شوارع البندقية - وهي مياه - ولا يعرف هذا (الجندول) إلا فئة خاصة من المصريين؛ أما (التختروان) فيعرفه المصريون جميعاً والعرب جميعاً، لأنه (الهودج) الذي يوضع على ظهر الجمل فإذا كان (الجندول) الذي لا يعرفه المصريون قد أصبح أغنية فلا عجب في أن يتغنوا (بالتختروان)!
- ليس الذنب في (الجندول) ذنب عبد الوهاب، وإنما هو ذنب الأستاذ الشاعر علي محمود طه المهندس الذي زار البندقية وحدث له (الجندول) فيها فسجله شعراً، ولحنه عبد الوهاب.
- قد يغتفر للأستاذ الشاعر هذا الجندول ما دام قد حدث له ولكن لماذا يغنيه الأستاذ عبد الوهاب؟ وقد خلق الله له موهبة التقليد التي يأبى أن يستغلها.
- لم أسمع أن التقليد موهبة فنية لها مكانتها بين الفنون إلا الآن.
- هي موهبة من غير شك، وهي موهبة عبد الوهاب؛ وهي التي ظهرت فيه منذ طفولته، فقد كان وهو غلام يغني كل ما يسمعه ويوفق في تأديته خير التوفيق، حتى أن المرحوم الأستاذ عبد الرحمن رشدي أخذه معه، وأخذ يعرضه بين الفصول يغني للنظارة بعض