للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مطوَّقةُ لم يضرب القْينُ فِضَّةً ... عليها، ولم يَعطلْ من الطَّوْقِ جيدُها

هكذا ذكر الأبيات أبو عبيد البكري في (سمط اللآلي شرح أمالي القالي). قال أبو عبيد: (ولم تختلف الرواية عن أبي علي يعني بها الشجرة وقيودها: أصولها وهم يصفون ما كان متمكن الري من الشجرة بالحوَّة والسواد).

وأما رواية (سمر قيودها) بالرفع فهو من صفة الحمامة، ويعني بالقيود قيود الحمامة وهي ما أحاط بساقها من صغار الريش.

بين ناقد وموسيقار

نشرت (الرسالة) في عددها السابق (٣٣٨) مقالاً للأستاذ عزيز أحمد فهمي تحدث فيه برأي موزع في اتجاهات عدة أقحمها في دائرة الفن. والعابر بحديثه لا يشك في أن أهداف الكاتب اتجهت في غالبها اتجاهاً شخصياً استعان له بعدة أسماء لشخصيات مشتهرة الشأن في المجتمع المصري ما بين شعراء وموسيقيين وكتاب. وإنه ليحزنني أن أتكلم على غير عادتي فأصارح القراء بما صدمني من امتعاض شديد حين طالعت حديث الكاتب ووقفت على وجهته الأصيلة التي قد ترمي إليها نفسه لا قلمه، وهي محاولة الغض من شخصية الموسيقار النابه النابغ الأستاذ محمد عبد الوهاب على حساب الحديث عن فنه، وإني مع تقديري وإعجابي لكثير من الأبحاث الفينة التي يعرض لها الأستاذ عزيز فهمي على صفحات الرسالة، إلا أنني أرخص هذه النزعة المتفشية بين الأدباء والفنانين المصريين على الإطلاق وهي أخذ الطريق من بعضهم على بعض، والاعتصاب لكل ذي خطوة جديدة في فنه بالغض والتشهير

يا قومنا! إن الفنون لا تمرع في مثل هذه الأجواء الملوثة بالشحناء والسخائم، فدعوا حملة المشاعل يسيرون في طريقهم إلى إنقاذ هذا الوطن المسكين من الجمود الذي ضرب على الفنون الرفيعة فيه. ومن هاجت في قلبه عبقرية النقد فليعلم أن للفن عرضاً يصان ويشان. ومن كان في روحه وإحساسه بريق من إشفاق على سمعة الفن في بلاده، فعليه بالنقد العف البريء والتوجيه السديد. . . وإلا فما كان أغناني عن هذه النبأة التي أهجس بها في سبيل حق لا أعرف ولا يعرف معي إنسان أين مكانه من الأرض!

(م)

<<  <  ج:
ص:  >  >>