النازية روزنبرج أن الشعب الألماني خلق للسيادة، ولا مندوحة عن أن يبسط سلطانه على العالم، ليهيئ حضارة أعلى
وفي سبيل فرض السيادة على الدنيا يرى القابضون على مصاير ألمانيا أن لابد لها من التسلط على المستعمرات والطرق الرئيسية للبحار
وتطوف بأحلام النازيين خيالات غريبة، وتصور لهم أوهامهم ما لا يمكن أن يتعلق به أمل، فتراهم يقولون إن مأساة مونيخ قد كشفت عن ضعف إنجلترا وشيخوختها، وأن لا بد لهم من إضعاف إنجلترا، وتحطيم الإمبراطورية البريطانية، تلك الإمبراطورية التي قال عنها كبيرهم أدولف هتلر وهو يحلق في أجواء الخيال:(إن الإمبراطورية البريطانية تمثال ضخم هائل يقوم على رجلين من طين)
فأما فرنسا فيجمح الخيال بزعماء النازي عنها إنها (أمة تحتضر) فلا يقوم لها ميدان الصراع الدولي وزن أو اعتبار!
ولسوف تصدم الحقائق زعماء النازي صدمات قاسية أليمة، وتوقظهم من أحلامهم إيقاظاً خشناً، وإذ ذاك يعلمون إلى أعماق أية هوة ساقوا بلادهم!
ولعلهم حين تساورهم الأحلام فيتعلقون بأهداب تلك الأماني الباطلة يؤمنون في أعماق نفوسهم يقول الفوهرر:(إن كل أكذوبة يمكن أن تساغ وتهضم، على شرط أن تكون من الضخامة بمكان)
وليس يطمح الريخ الثالث في أن:(يتخذ له مكاناً ليعيش فيه) وإنما يتشبث بالأماني الكاذبة فتجمح به القوة الغاشمة إلى حد الطموح إلى ضم الدنيا بأسرها تحت علم الصليب المعقوف! والسياسة العنصرية التي طبعت تصرفات حكومة النازي إنما هي منبعثة عن تلك العقيدة الخاطئة وهي أن العنصر الآري قد خلق للسيادة بينا خلقت العناصر السامية للعبودية!
وترى النازيين ينفخون تلك الروح في شبابهم، ويملئون بها جوانب نفوسهم فينادى نشيد الشبيبة الهتلرية:
(اليوم نملك ألمانيا، وفي الغد نملك العالم بأسره)
والآن فمن الذي أضرم نيران المطامع في نفوس الألمان حتى أشعلوا الحرب الحاضرة؟ إن