التعسف الشديد أن نقول هذا، فالحيوان يتأمل ويتفكر، ويبدو عليه ذلك، وإن للحمار والحصان إطراقة بينة ولها معان، وقد أحس بعض الشعراء والأدباء والفنانين الصادقين هذه المعاني فناجوا الحيوان. . . أفكان هؤلاء مجانين فنانين أصحاب خيال؟ طيب، وما رأيك في سيدنا سليمان الذي كان يكلم الطير والدابة. . . أفكان هذا نبياً وكانت هذه معجزة؟ طيب، وما رأيك في مدربي شركات السينما الذين عملوا رن تن تن وغيره من النجوم الحيوانات التمثيل؟ أليس هؤلاء ممن يتفاهمون مع الحيوان؟ إن التفاهم مع الحيوانات ممكن، وإن للطبيعة لغة! وإن من المخلوقات ما لا ينطق إلا ما توحيه الطبيعة من الكلمات والألفاظ وأن منها ما يثرثر، وليته يثرثر فيما ينفع. . .
ثقي أن الإنسان لو كان قد صبر حتى تعلمه الطبيعة الكلام لكان قد اهتدى إلى ألفاظ ينادي بها الجماد فيلبيه
- الجماد الجماد؟
- الجماد وما هو اجمد. ألم يقل الله في قرآنه أن هذا القرآن لو قرء على جبل لاندك؟
- والقرآن عربي
- وهل قلت لك إنه لاتيني أو يوناني. . . ولكن أذهبي وأقرئيه على جبل وانظري أيندك أم تندكين أنت؟ أن الذي يدك الجبل هو القرآن العربي لو قرىء بالروح والإرادة
- ولكن اللغة التي كنا نتحدث عنها لغة قلت لي إن لها ألفاظاً
- وهل أنكرت أنا أن هذه الألفاظ عربية؟! إنما الذي أنكره هو أننا ننطق هذه الألفاظ من أعماقنا. . . أقول لك هذا وأذكرك بأن في القرآن ألفاظاً لم يعرفها العرب قبل القرآن
- تريد السندس والإستبرق وما إلى ذلك؟
- لا. فهذه من صنع الناس أيضاً. . . وإنما أريد (كهيعص)، و (حم)، و (يس)، و (طه)، و (الر) وما إلى ذلك. . . هل تعرفين معاني هذه الألفاظ؟
- لقد اختلفوا فيها أيما اختلاف. . . فهل اهتديت أنت إلى معانيها. . .
- ليتني أعرف معنى إحداها، من يبيعني (يس) بليسانس الآداب ودبلوم التربية؟! هاتين الهباءتين اللتين لا تشهدان على شيء إلا على الاطلاع على ما قال القبعثري وما قالت مونتسوري! هف! أريد أن أتكلم يا رب. . . ولكني أحرك شدقي وأصوت فيتعثر لساني