وعلى نفسه من السأم والخوف فيما يقول، وأكبر الظن أنه لا ينبئهم بعدد هذه الاجزاء لأنه هو لا يعرف كم تكون وقد زعم بعض نقاده في النوفيل لترير منذ أسابيع أنها قد تنيف على العشرين وتمنى
ناقد الطان ان تبلغ الخمسين، والله يعلم ماذا يتمنى جول رومان. وأكبر الظن انه لا يتمنى الا أن تستقيم له الطريق، ويمضي القلم في يده حتى يتم شيئاً لا يستبينه هو في نفسه إلى الآن.
وقد حدثنا جول رومان عن كتابه هذا أحاديث ضاق بها توفيق الحكيم، لأنه لا يحب أن يتحدث الكتاب عن أنفسهم وعما يكتبون. ورضيت عنها أناكل الرضى لأن الكتاب إذا بلغوا منزلة جول رومان كان من حقهم ان يتحدثوا عن أنفسهم. ولست ادري لم يباح للكتاب ان يتحدثوا عن ان
وعلى نفسه من السأم والخوف فيما يقول، وأكبر الظن أنه لا ينبئهم بعدد هذه الاجزاء لأنه هو لا يعرف كم تكون وقد زعم بعض نقاده في النوفيل لترير منذ أسابيع أنها قد تنيف على العشرين وتمنى
ناقد الطان ان تبلغ الخمسين، والله يعلم ماذا يتمنى جول رومان. وأكبر الظن انه لا يتمنى الا أن تستقيم له الطريق، ويمضي القلم في يده حتى يتم شيئاً لا يستبينه هو في نفسه إلى الآن.
وقد حدثنا جول رومان عن كتابه هذا أحاديث ضاق بها توفيق الحكيم، لأنه لا يحب أن يتحدث الكتاب عن أنفسهم وعما يكتبون. ورضيت عنها أناكل الرضى لأن الكتاب إذا بلغوا منزلة جول رومان كان من حقهم ان يتحدثوا عن أنفسهم. ولست ادري لم يباح للكتاب ان يتحدثوا عن انفسهم إلى عشرات الالوف في الكتب، ويكره منهم ان يتحدثوا إلى المئات في قاعة من قاعات المحاضرات، واحب ان يعلم توفيق الحكيم، وان يعلم جول رومان أيضاً اني لم أومن بكل ما سمعت من هذا الحديث فالاديب يحدثنا بأنه تصور موضوع كتابه تصوراً دقيقاً كل الدقة، محدداً من جميع الوجوه ولم يبدأه حتى وضع له برنامجاً مفصلاً أدق التفصيل، ولما كان من المستحيل ان يعرض علينا الصورة التي في نفسه، والبرنامج الذي رسمه لكتابه على الورق، فاني اسمح لنفسي بأن اشك في هذا الحديث. وإنما هو خيال يتلهى به الكاتب الاديب، على حين انه في حقيقة الامر لا يتصور كتابه الا تصوراً مجملاً تفصفه الظروف، وتفصله لمزاولة والكتابة بنوع خاص. ذلك ان موضوع الكتاب ليس من هذه الموضوعات التي يمكن ان ترسم في دقة وضبط، فجول رومان يريد ان يصف الجماعة الانسانية، فحدثني كيف تستطيع ان تحدد هذه الجماعة او ان تحدد ما تريد ان تصف من أمرها تحديداً دقيقاً، بل ان تص ذلك بالفعل إنما يريد جول رومان أن ينشئ اثراً كالذي أنشأه بلزاك أو زولا أو رومان رولان. ولكن من الذي يستطيع ان يقول ان هؤلاء الناس قد رسموا موضوعاتهم رسماً دقيقاً قبل ان يبدؤا في كتابتها. إنما الشيء القيم الذي تحدث به الينا جول رومان هو مذهبه في الاستعداد لكتابة، فهو لا يسلك طريق غيره من الذين سبقوه فيحصى ويستقصى ويكتب المذكرات ويجمعها ويرتبها ثم يعود اليها كلما هم بالكتابة في موضوع من الموضوعات، وإنما هو يحيا في جميع البيئات التي يريد أن