للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والمتألمون، وأما در الخير على الأرض المتهللة، وأما قراءة تاريخ الشعوب في أعين أهلها. . .

١٧ - فذلك ما حرمهم منه القضاء. على أنه لم يمنع فقط حميد خصالهم عن أن تزهر؛ بل منع أيضاً جرائمهم من أن تستفحل. منعهم أن يخوضوا الدماء إلى العروش وأن يسدوا منافذ الرحمة عن العباد

١٨ - منعهم أن يخفوا وخزات الضمير إذا أخفيت الحقيقة التي يعلمونها، أو أن يطفئوا حمرة الخجل البريء. منعهم أن يلتمسوا من آلهة الشعر يضرمون بها أضواء المباخر التي يكدسونها ف وق مذابح الكبرياء والرفاهية

١٩ - عاشوا بعيدين عن المعارك المزرية تعتركها الجماهير المعتوهة فما ضلت بهم المتواضعة. عبروا وادي حياتهم الوارف البعيد عن الجلبة بخطى صامتة مطردة

٢٠ - على أنه حفظاً لعظامهم أن تهان ينهض بالقرب من هذا المكان تمثال ضئيل تزينه قواف خشنة وتماثيل ممحوة الصور. نهض هذا التمثال ليستدر عابر السبيل واجب الزفرات

٢١ - أسماؤهم وأعمارهم خطها آلهة مقلة من آلهة الشعر لتكون لهم بمنزلة المجد والرثاء فانتثرت حولهم النصوص المقدسة تحدث حكيم الريف كيف يموت

٢٢ - إذ ما من نفس تحس أنها ستسلَم فريسة إلى النسيان وتُسلِم تلك الحياة السارة المقلقة معاً، أو تترك تلك الآفاق الدفيئة آفاق الضوء دون أن تلقي إلى الوراء نظرة الحسرة، نظرة الرغبة المتباطئة. . .

٢٣ - فالنفس الراحلة تسكن إلى صدر محبوب، والأعين المغلقة تستدر دموع الوفاء؛ ومن أعماق القبور يصبح صوت الطبيعة كما لا يخمد الوميض فيما يخلف من رماد

٢٤ - أما أنت وقد حرصت على هؤلاء الموتى المغمورين فقصصت نبأهم في شعرك الساذج، فمن يدرينا لعل نفسا ًقريبة إلى نفسك تقودها الوحدة إلى السؤال عن مصيرك

٢٥ - ولعل شيخاً أبيض الرأس من شيوخ الريف يجيب: - طالما رأيناه عند انبلاج الصباح يكتسح بخطاه السريعة قطرات الندى مهرولاً إلى لقاء الشمس فوق القمم الخضراء

٢٦ - وهنالك إلى جذع البلوط المتمايل - البلوط الذي يرسل جذوره المختلطة عالية

<<  <  ج:
ص:  >  >>