بصورة جلية في سنة ١٨١٠ أنه في الضغط الثابت تتناسب كثافة الغاز مع حرارته بطريقة لا تتعلق بطبيعة الغاز في ذاته
ويتلخص القانون أن حاصل حجم الغاز في الضغط يساوي ثابتاً يسمى ثابت الغازات مضروباً في الحرارة المطلقة
إنما نريد ألا يغرب عن ذهن القارئ أن الغازات هي مجموعة لجزيئات حرة، وبهذا يعتبر أن الكثافة تمثل في الواقع عدد الجزيئات، بمعنى أن زيادة الكثافة في غاز معين تحت تأثير الضغط هو اقتراب جزيئاته بعضها من بعض أي هو زيادة في عدد ما هو موجود منها في الحجم الواحد
أما عن الخطوة الثانية فهي خاصة بما يسمونه فرض أفوجادرو وهو الفرض الشهير الذي فرضه العالم الكبير أفوجادرو عند دراسته لقانون جاي ليساك المومأ إليه، فقد نبَّه العلماء في سنة ١٨١١ إلى حقيقة جديدة، ظلت منذ ذلك العهد من أعجب ما دخل على الميراث العلمي. ذلك أن الأحجام المتساوية من الغازات المختلفة تحوي، مهما اختلف نوعها، عدداً واحداً من الجزيئات، مادامت هذه الغازات واقعة تحت ضغط واحد وحرارة واحدة
إنما نود أن ينعم القارئ النظر قليلاً في هذه النتيجة التي أرسلها أفوجادرو للعالم أجمع والتي تُعد في نظري كلما تأملت فيها من أروع ما وصل إليه الإنسان الباحث المفكر، ففيها نوع من الاتفاق الجدي بين عناصر الوجود المختلفة التي شاءت ألا توجد إلا على صورة واضحة هي أبسط الصور
وكأني بهذه العوالم المختلفة شكلا ووزناً وكثافة وطبيعة لا تستطع أن توجد في المكان الواحد ذي الحجم والضغط والحرارة الواحدة إلا بعدد واحد لا يتغير، عدد يمتد في سر وجوده إلى طبيعة الكون الذي فيه نحيا ونموت
إنما ننوه بمبلغ الجمال فيما وصل إليه أفوجادرو، ونقف ملياً إزاء هذا العدد العجيب الذي كان له أثر علمي ظاهر في أعمال بيران التي استأنفها بعد نحو مائة عام من ملاحظة أفوجادرو السابقة. وسيرى القارئ أن بيران قد عَيّن هذا العدد بالذات من طريق يبتعد كل البعد عن قصة الغازات؛ وكان من تعيين هذا العدد أن عرف قدر الذرة بل قدر الألكترون، وكان ذلك بطريقة تجريبية أهم ما يُقال فيها أنها لم تستند في جوهرها إلى الاعتبارات