النظرية التي قد تقبل الخطأ بل إنما استندت إلى أعمال تجريبية تصل بنا في معرفة هذه الأقدار إلى درجة اليقين
أما الخطوة الثالثة فخاصة بدراسة قام بها (لابلاس) لمعرفة الكيفية التي يختلف بها الضغط الجوي كلما صعدنا بعيداً عن الأرض. كلنا يعرف أنه كلما ارتفعنا إلى أعلى قلَّ الضغط الجوي بحيث أن عاموداً رأسياً من الهواء يختلف الضغط فيه من نقطة إلى أخرى طوال هذا العامود. وقد توصل لابلاس إلى معرفة القانون الذي يتغير بمقتضاه هذا الضغط، وكان ذلك من طريق رياضية بسيطة يستطيع كل مبتدئ اليوم في العلوم الرياضية أن يقوم بما قام به (لابلاس) من حساب رياضي بسيط، وهذا القانون هو معادلة تجد في أحد طرفيها الضغط الجوي عند مكان معين، وتجد في الطرف الثاني الضغط عند مكان يرتفع عن المكان الأول وكتلة الغاز والارتفاع الواقع بين المكانين كما تجد الحرارة المطلقة للغاز وثابت الغازات الذي أسلفنا ذكره والذي كان نتيجة لقوانين بويل وجاي ليساك. ويمثل قانون لابلاس في الواقع توزيعاً رياضياً خاصاً ومن نتائجه مثلا أن الضغط الجوي ينقص إلى النصف عندما يرتفع الإنسان حوالي ٦ كيلومتر وذلك في الحرارة العادية. ولو أن الهواء كله من الأوكسجين لحدث هذا النقص عندما يرتفع الإنسان حوالي نصف الكيلومتر
هذه هي المسائل الكبرى الثلاث التي استند إليها (جان بيران) ليصل إلى غرضه العلمي عندما استطاع كما سنذكر للقارئ فيما بعد أن يعين قدر الذرة وان يتحقق من قدر وحقيقة الإلكترون.
إنما أود أن اجتزئ في هذا المقال بهذا القدر في إيراد المقدمات التي كانت لازمة لمعرفة حقائق هذه الأسطورة الذرية، على ألا يفوتنا أن نأتي على عمل بيران الإيجابي في المقال القادم.
وإن من العجاب أن يصل بيران إلى معرفة عدد (أفوجادرو) بالذات فيعرف عدد ما في حجم معين من غاز من الذرات الموجودة فيه
هذا العدد الذي يُجاوز كل خيال استطاع بيران، وباللجوء إلى طريق تجريبي جديد، وإلى المسائل الأساسية الثلاثة التي ذكرناها، أن يصل إلى معرفته، وان يصل إلى ذلك من طريق لم يستعن فيه بالغازات للوصول إلى معرفة أهم ما نعرفه لها اليوم من خواص