للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المطمئن، وكانوا يسمرون وينشدون وإذا بالسماء تعبس ثم تبكي. . . وإذا بالبحر يفتح شدقيه ليبتلع كل شيء. . . وإذا بالرعد يقهقه وهو ينظر ضاحكا

وتاه البحارون. . . حتى وصلوا إلى جزيرة نائية، ما عرفها علماء الجغرافية وما رأوها، فنزلوا فيها فلقوا شيخاً قد استقبلهم والوجه مشرق والعين ضحوك

لم يكن الشيخ مرتدياً لباساً بل اتخذ من شعره الأسود الذي استرسل على كتفيه وستر ظهره رداءً، ومن لحيته الطويلة التي بلغت ركبتيه صدرة

وحفَّ الشباب بالشيخ وسألوه أن يقص عليهم قصته فضحك وقال:

- كل ما أستطيع أن أقوله. . . هو أني أتيت إلى هذه الجزيرة لأنسى

- تنسى ماذا؟

- أوه! لقد نسيت أيضاً!

(٣) الرجل الغني وسره

كان لغني ثروة واسعة تنغص عيشه دائماً. فأتاه ذات يوم رجل ذكي محتال وقال له:

- لقد عرفت سرَّك فإن لم تعطني ألف جنيه تكن خاسراً فدب الخوف في نفس الغني وساءل نفسه: أيكون لي سر ولا أعرفه؟ وما هو سري؟ ولكن ربما كان لي سر يعرفه هو ولا أعرفه أنا، فلأعطه ما يريد!

ومضى الرجل وفمه يتلمظ. . . فكان كلما أحس حاجة أو فاقة غدا إليه فأخذ مالاً. . . والغني مذعن خائف

وتصرَّمت أعوام. . . وإذا بالموت يأتي الغني!

فنادى المحتال. . . وقال له ونفسه تتقطع حسرات:

- لن أخاف بعد اليوم. . . فقل لي ما هو سري. . . الذي لم اعرفه!

صلاح الدين المنجد

التجديد في العروض

قرأت بالعدد (٣٤١) من الرسالة قصيدة بعنوان (الناي) للدكتور المفضال بشر فارس قدم لها بقوله (هذه الأغنية منظومة على بحرين مختلفين رغبة في تنويع مجرى النغم، والبحر

<<  <  ج:
ص:  >  >>