وزيادة للفائدة من هذا البحث الجليل، أقول إنني حاولت التجديد في العروض - وكان ذلك منذ سنوات - بزيادة بحور جديدة، فوقعت على بحرين، أحدهما - لِلَطيفِ ما حدَث - ظهر أنه هو نفس المتدارك! وكنت قد نظمت لإثباته أبياتاً مطلعها:
يا أَبى إنني ذاهبٌ للوَغَى ... باذلٌ مهجتي في سبيل الحِمَى!
والثاني أخذته عن وزنٍ انجليزي بديع، يمثل طريقة من سير الجياد وهو الأصح عندي بأن يسمي (الخَبَبَ) وقد جعلتُ وزنه: مَفْعُولُنْ، أربع مرات، أو ثمان. . . ولا أذكر ما نظمته فيه، ولكن المجال فيه مفتوح للناظمين. . .
عامر محمد بحيري
ليسانسيه في الآداب من جامعة فؤاد الأول
معنى بيت وإعرابه
للأستاذ عبد المتعال الصعيدي انتقادات ومباحث تصيب مرماها تارة وتخطئه أخرى، وملاحظات تحمل قارئها على التأمل والتبصر في محتوياتها مما جعلني أخالف ما ذهب إليه في إعراب قول الأعشى
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وبتّ كما بات السليم مسهدا
فإنه أعرب أرمدا فعلاً ماضياً مسنداً إلى ألف الاثنين العائدة على قوله عيناك، وعلى ذلك (فليلة) في البيت منصوبة على الظرفيه لا أنها مفعول مطلق كما يقول الأستاذ (أبو رجاء) نقلاً عن حذاق النحاة
ولننظر إلى معنى البيت على رأي الأستاذ الصعيدي، أيؤدي ما كان يريده الأعشى أم يعارضه وينافيه ويخالف العقل والواقع؟ إنه يكون هكذا:(ألم تغتمض عيناك ليلة كانا مرمدين) مع حمل الاستفهام على التقرير أو الإنكار، فكيف يتأنى انطباق جفون العين وذوق حلاوة الكرى في وقت كان الرمد كالجمر يَحْرِق ويأكل غارساً بذور السهاد والقلق وغير ذلك مما يعلمه الأستاذ؟ إذا كان لهيب الرمد، وحلاوة الهجوع لا يجتمعان، أذن يفسد كل معنى يقول بذلك ويتحقق ما تقوله حذاق النحاة في معنى البيت من أنه يكون هكذا (ألم تغتمض عيناك اغتماض ليلة ألارمد) ولا ريب في أن إغتماض المرمد كله سهد وقلق