راض، ومن أبنائه وهم راضون. . . وأنه أول من وضع الحشم للملوك وأمر برفع الحراب بين أيديهم، ونظم الجيش، وأعطى الجند رواتب، ووضع البريد، وعلم الناس التجسس إذ عين صاحب الخبر (أي مأمور استخبارات)، وأوجد في مصر رجلاً كان يطوف على الناس كل ذي ليلة فينادي:(هل ولد فيكم ولد، هل ولدت فيكم جارية، فيقولون ولد لفلان كذا. . . فيكتب اسمه)
وقال الأستاذ إن معاوية كان يعتمد على العطاء ثم الإقناع والرضاء، فإن لم تفد هذه الأشياء عمد إلى القسر، وذكر إسرافه في الأموال ليسكت العلويين والهاشميين، واستخدامه الشعراء والقصاص للدعاية. . . الخ
ويترك الأستاذ معاوية ويأتي إلى عمر بن عبد العزيز فيذكر ورعه وتقواه، وعفته وصدقه. . .
ثم قال: ولقد كانت دولة الأمويين دولة عربية صرفة بكل مظاهرها و. . . (والحق أن هذا القول ينطبق على أيام معاوية!!؟) ثم ذكر مروان بن محمد الملقب بالحمار (ولم يذكر الأستاذ لقبه) وقال إنه كان على جانب عظيم من العقل، وانتقل إلى ذكر قصر الحير الذي بناه هشام في الشام (والذي كشف أخيراً خارج دمشق من جهة البادية، ووضع في متحف دمشق الأثري)
ويجعل الأستاذ من مميزات معاوية جعله الشام (جمعية أمم) فقد رحب بالناصري واليهود والسريان والروم والسود والبيض والحمر والصفر. . . إلى ما هناك من شعوب وأمم، ثم انتقل إلى ذكر ولاة بني أمية، فأشاد بمناقب الحجاج، وأكبر أفعال موسى ابن نصير وعظم غيرهما. . .
وقال الأستاذ: إن هواه كان وما يزال مع بني أمية، لأنهم ظهروا له بعد البحث والدراسة جديرين بهذا الهوى. وقد حاول الأستاذ أن يكذب ما نسب إلى بعضهم من الأخبار التي لا تشرف
وختم الأستاذ محاضرته بقصيدة شوقي في بني أمية. ولعل أحسن ما في المحاضرة هذه الأبيات التي ختم بها الأستاذ محاضرته فأحيت السامعين، وترنحوا منها طرباً ونشوة.
تلك هي المحاضرة لخصتها في هذه الأسطر، والقارئ رأى معنا هذا الاضطراب وهذا