الشهرية) بعد مطالعة كلمة الدكتور أدهم في (الرسالة) الغراء، فقلبت صفحاتها وإذا صورة الدكتور هَلْ (وهو الذي عزيت إليه هذه التجارب) في رأس الصفحة التاسعة والثمانين منها. وقد نشرت هناك لأنه كان رئيساً لقسم علم النفس (السيكلوجيا) في مجمع تقدم العلوم الأميركي في مؤتمره الأخير. وعلى هذا أيجوز أن نهمل ما يقدمه أستاذ علم النفس في جامعة (بيل) ورئيس قسم علم النفس في (مجمع تقدم العلم الأميركي)؟
إنني أعلم أن الشك أول مدارج اليقين. ولكن هذا الشك يجب أن يستقيم على تقصي الموضوع فيفضي إلى توضيحه بالبحث الدقيق. أما أن نغفل ما يقدمه أساطين العلم الحديث أو أن نتردد في قبوله لأن قولهم لا يوافق هوى في النفس، أو لأنه لا يساير فكرة سنحت في الذهن، فذلك دليل على الضعف والتصلب وأي تفكير صحيح يقوم على هذين الأسَّين؟
ولست أعلم من هم الأدباء الذين أشار إليهم الدكتور أدهم في كلمته ورد عليهم. وإنما استرعى نظري قوله في ما بين العلم والثقافة الصحيحة من صلة موثقة. فاسمحوا لي أن أشير في هذا الصدد إلى فصل نفيس في (ضآلة ثقافتنا العلمية) حواه كتاب جديد للدكتور قسطنطين زربق، أستاذ التاريخ الشرقي في جامعة بيروت الأميركية عنوانه (الوعي القومي)
وتفضلوا بقبول مودتي واحترامي
فؤاد صروف
هل في الإمكان زيادة بحر جديد في العروض؟
إن البحور المعروفة في علم العروض العربي، هي البحور الممكن تأليفها فعلاً من التفاعيل التي تجيء في لغة العرب. وأساس هذا الكلام لا يتعدى معرفة التفاعيل وصيغها التي تجيء في العربية، ثم تركيب الأبحر الممكن مجيئها منها على أساس حسابات الأمثال. والنتيجة أنه لا يمكن زيادة بحر جديد مستقل على البحور المعروفة في علم العروض، وإن أمكن استحداث تركيبات في أجزاء هذه البحور. ولأحد المستشرقين الروس بحث مستفيض في هذا الشأن، نال عليه إجازة الدكتوراه من لينغراد