الإسماعيلية؟
ولا موجب لتذكيرك بالأقصر وأسوان: فالناس جميعاً يعرفون أن الأجانب هم الذين تشوقهم تلك المغاني، وإليهم يرجع الفضل في إقامة أسواق الحياة بتلك المناسك، على أيامها ولياليها أطيب التحية وأزكى السلام!
وما لي أبعد بك فأنقلك إلى تلك البقاع النائية؟
هل اتفق لك أن تلقى درساً من دروسك بين الأشجار التي تحدق بكلية الآداب؟
وهل فكر أستاذنا لطفي باشا في محادثة طلبة الجامعة عن أرسططاليس تحت الدوح كما كان يصنع فلاسفة اليونان؟
ذلك يشهد بأن إحساسنا بالحياة يكاد يكون في حكم المفقود، فما رأيك في الدعوة إلى الطب لهذا المرض العضال؟
وكيف نطب لهذا المرض ونحن نرى الحديث عن الحب ضرباً من المزاح؟
كيف وقد تهيبت تقديم كتاب (ليلى المريضة في العراق) إلى محرري الجرائد المصرية لئلا أقرأ لأحدهم كلمة تؤذيني بلا موجب معقول؟
وما رأيك إذا حدثتك بأني عجزت في مصر عن بعض ما قدرت عليه في العراق؟
كنت أحب أن أؤلف كتاباً عن (ليلى المريضة في الزمالك) افصل به أسرار المجتمع وسرائر القلوب في هذه البلاد بطريقة روائية تفيض على شبابنا روحاً من أرواح الوجدان، ولكني خشيت ملامة الفارغين من أشباه الأدباء.
فهل أرجو أن يصر قلمك بما تهيب منه قلمي؟
لقد وضعت لك الخطة بكتاب (ليلى المريضة في العراق) فأرني كيف تصنع وكيف تصور عصرك وزمانك كما صورت عصري وزماني. نحن نريد أن نشغل الناس بأخلاقهم وأذواقهم وأوهامهم، نريد أن نسيطر عليهم بالأدب والعقل بعد أن سيطر عليهم السياسيون بالمناوشات الحزبية والسياسية.
فهل أنت مستعد لاقتحام هذا الميدان؟
نحن نفكر في خلق عصبية أدبية تعلو على العصبية الحزبية
ولن نصل إلى ذلك إلا يوم يؤمن الجمهور بأن الأدب هو الترجمان الصادق لشهوات