هلاكو أن يتأول أول النجم وإيصاءه هلاكو بالحرص الذي ليس له معنى فلا أدري ما عسى الوزير يريد بحضه هلاكو على تأول النجم والحرص، والذي يزيد في غرابة هذه الرسالة هو استنهاض ابن العلقمي لهلاكو بذكر ما أصاب العترة العلوية والعصابة الهاشمية، وماذا يفهم هلاكو من هذا؟ فهو لم يكن شيعياً ليتأثر بهذه اللهجة الشيعية، ولا نعلم حقاً هل أسلم هلاكو أم بقى على وثنيته، فقصة موته ودفنه تؤيد أنه لم يسلم، أو إذا كان أسلم فأن الاسلام لم ينفذ إلى قراره نفسه، ولم يتأثر به التأثير الذي يعطف على الشيعة ويثير فيه عاطفة دينية تحفزه لمهاجمة بغداد، ثم ان دحلان يصف التتر وصفا لا يطابق روح الرسالة التي يذكرها ابن الوردي، فيقول دحلان (وكان ذهاب الخلافة بدخول التتر بغداد وهم قوم كفار خرجوا من الصين وتغلبوا على ممالك الاسلام وكانوا يقتلون الرجال والنساء والصبيان، ويأكلون كل شيء حتى الكلاب والحشرات، ولا يعرفون نكاحاً ولا يحرمون شيئاً، وكان ابتداء خروجهم في أول القرن السابع، وظهر امرهم في سنة سبع عشرة وستمائة على الامصار والمدائن والقرى، إلى ان استولوا على بغداد وازالوا خلافة بني العباس، فهل ترى بعد هذا ان في كتاب ابن العلقمي المزعوم ما يلائم طبائع قوم كهؤلاء، وهل فيه ما يستثير حماسهم؟ اني لا أرى شيئاً من ذلك، فلو جاء في الكتاب ما يتفق مع عقيلة اولئك البرابرة كذ كرغنى المملكة، وسهولة اقتحامها والى ما هنالك من مغريات، لكان في ذلك ما يدفعنا إلى الترجيح بأن هذا النص الذي يورده ابن الوردي قد يكون النص الحقيقي لكتاب الوزير إلى هلاكو ان صح ان الوزير ارسل كتاباً، اما وفحواه ما عرفنا فانا استبعد جداً ان يكون هذا النص صحيحاً، ثم هنالك اختلاف بين المصادر بشأن شخصية الرسول وكيفية الارسال، فابن الوردي يقول بأن الوزير ارسل أخاه، وصاحب القوات يذكران الوزير (تحيل إلى ان اخذ رجلا وحلق رأسه حلقاً بليغاً وكتب ما اراد عليه و. . .)، أما ابن خلدون فيذكر وصية أوصاها الوزير لصديقه ابن الصلايا صاحب اربل، ليستحث التتر على المسير إلى بغداد، وهذامعقول جداً، وليس فيه ما يدعو إلى التشدد في عدم احتماله أو تصديقه، ولا سيما ونحن نعلم ان ابن العلقمي لم يكن راضياً عن الدولة التي استبد بأمورها الدوادار ذلك السني المتشدد في سنيته، والحق انني مستريح لما يذكره ابن خلدون لأنه منطقي يستسيغ الاعقل قبوله، ولأن الرجل لم يظهر أقل تحيز أو