للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كبار المشتغلين بالبحوث العلمية. وستعلن أسماؤهم بعد صدور المرسوم الملكي تمهيداً لعقد دورة المجمع. وربما عقدت هذه الدورة في أواخر شهر مارس المقبل.

العقيدة الأدبية

صديقي

إليك أقدم تحية الأخوة وإن لم أرك، فقد تفضل أخونا الزيات وأطلعني على رسالتين كريمتين خطتهما يمناك، ومن قبل ذلك قدم إلي طوائف من الرسائل شهدت بأني موصول القلب بإخوان كرام أوفياء يرون الصداقة الروحية أعظم وأصدق من الصداقة التي تخلقها المنافع أو لطف الحديث.

ولن يطول الحجاب بيني وبينك، أيها الصديق، فقد اتفقت مع الأستاذ الزيات على إعلان عواطف القراء من حين إلى حين، فيرى قراء الرسالة أسماء كريمة لرفاق أعزاء تجمع بينهم الأخوة في الأدب، كما تجمع أخوة الدين بين الأتقياء والصالحين.

ولا أكتمك، أيها الصديق، أني أتندر على حسابك مع الأستاذ الزيات، فعهدي بك تنص على أنك تحبه كما تحبني، وهذا تلطف يستحق التشجيع، لأن الزيات من اعز أصدقائي، وهو أيضاً رسولك إليّ، والمحب يتلطف مع الرسول!

أنا أعرف منزلتي عندك، أيها الصديق، والزيات يعرف أني عندك الحبيب الأول، فلا بأس عليك إن تجاهلته حين تعلن إعجابك بأسلوب، فقد يكون الزيات - أطال الله في حياته - آخر من يقبل التضحية بحظه من أجل الصديق.

ثم ماذا؟

أريد أن أغتنم الفرصة الذهبية التي جمعت بين قلبي وقلبك، وإن لم أرك، فأفضي إليك بحديث ينفعني وينفعك في الأيام المقبلات

فمن أنت في دنياك؟

يظهر مما قرأت لك انك تريد أن تكون كاتباً يسيطر على قراء اللغة العربية في المشرق والمغرب، ويملك القدرة على تحويل الناس من ضلال إلى هدى أو من هدى إلى ضلال.

وأنا حاضر لإرشادك، أيها الصديق، فما يسرني أن أتفرد بمحنة الأدب والبيان، فهل تعرف جوهر النصح الذي أقدمه إليك؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>