للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثم أرجع فأقول إن ما تقرءونه بقلمي من وقت إلى وقت هو عصارة تلك السويعات أو تلك اللحيظات، فما غيظ بعض الناس من الشهرة التي جناها الصبر على سهر الليل؟

الليل؟ الليل؟

وأين من يعرفون سهر الليل في هذه الأيام، السهر في صحبة الورق والمداد؟

كان من حقي أن أصوب سنان القلم إلى صدور من يأكلون السحت، صدور الذين يأكلون الخبز باسم اللغة العربية وقد تمضي الأعوام ولا يزوّد أحدهم نفسه بكتاب ثمنه خمسة قروش، فضلاً عن المساهمة في البحث والتأليف

وكان من واجب من عابوا نشاطي أن يوجهوا ملامهم إلى الكسالى الظرفاء من أمثال فلان وفلان وفلان، وهم قوم أعطاهم الزمن حقوقاً لن أنالها ولو عُمِّرت عمر نوح، لأن هيامي بصحبة الورق والمداد سيضيع علي جميع المنافع الدنيوية، وقد أموت بسبب الكدح الموصول قبل أن يموت فلان مع أنه ولد قبل أن يولد أبي. رحم الله أبي وأسبغ على ذلك الفلان ثوب العافية!

ثم ماذا؟

ثم أوجه القول إلى من يتوهمون أنهم أحرص مني على الدين وأمري مع هؤلاء عجب من العجب، فقد شقيت ما شقيت في خدمة الدراسات الدينية، ثم كانت النتيجة أن أتهم برقة الدين وأن يظفروا بحسن السمعة مع أن فيهم ناساً لا يعرفون أخبار المؤلفات الدينية إلا بالسماع

اسمعوا كلمة الحق مرة واحدة، أيها الناس

الإسلام دين العدل والتوحيد، ولكن أين من يخدمه بلا جزاء؟

في (مصر الجديدة) نحو خمس وعشرين مدرسة أسسها رجال لهم عقائد من أتباع موسى أو المسيح. فهل في مصر الجديدة مدرسة أسسها رجال من أتباع محمد؟

وفي (شبرا) نحو خمس عشرة مدرسة أسسها رجال من ذلك الطراز. فهل استطاع أشياخنا أن يحتلوا في (شبرا) غير مسجد واحد أنشأته إحدى السيدات المسلمات؟

وفي أسيوط مدارس أقامها أمثال أولئك الرجال، فهل بين علمائنا من يقول إنه قدم حجراً واحداً لبناء معهد أسيوط الديني؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>