ولي راتب كالماء تحويه راحتي ... فيفلت من بين الأصابع هاربا
إذا أستأذن الشهر التفت فلم أجد ... إلى جانبي إلا غريماً مطالبا
فقل لشباب النيل قالةَ ناصحٍ ... تعافُ له أخلاقه أن يواربا
إذا مصر لم ترفع قواعد مجدها ... بساعدها لم تقض منه مآربا
وإن نك في كل المرافق عالة ... على غيرنا عشنا بمصر أجانبا
وهاك مطالب أخرى لم تفته في أيها الإجادة المبتغاة. فمن قوله مخاطباً ملكة الجمال العالمي المصرية بعنوان (ملكة الجمال) بيتان ضمنهما نزعته الاستقلالية، هما:
كم عاهل ذي سطوة لم يفتتح ... قلباً وإن فتح المدائن والقرى
ما للمها في مصر تحكم عالماً ... والليث يعجز أن يعيش محرراًّ
وما هي إلا فترة من الزمن حتى يتجلى غنيم فينزع عنه أطمار التذمر والشكوى ويرتدي وشاح الحكمة والاختبار ويتسنم منصة الوعظ والإرشاد، مصوراً حقيقة الحياة، ومزيلاً انخداع البشر بأنفسهم، ومبطلاً ما يدعونه عادة من عفة وتقشف، ويرشحون ذواتهم من أجله لسكنى دار الخلود، كما يضرب الرياء والتظاهر ضربة قاضية، إذ يقول بعنوان (المادة):
فتشت بين الناس عن زاهدِ ... فلم تقع عيني على واحدِ
ما أزهد المرَء إذا لم يجد ... وأبعدَ الزهدَ عن الواجدِ
فقيمةُ الشعبِ إذا قستها ... بقيمة الصادرِ والواردِ
قد يُحسد المرءُ على رزقهِ ... ولا أرى للفضلِ من حاسد
لم يخترِ الناس دياناتهم ... بل أخذوا بالمذهب السائد
ليس جمالُ الطبع في غادة ... مثل جمالِ اليدِ والساعد
يا زاعم العفةِ في حبه ... ما تبتغي من كاعب ناهد؟
لم يتقِ الله امروءٌ للتقى ... بل لنعيم الجنة الخالدِ
لولا جمال الحور ما لامست ... أرض المصلى جبهة الساجد
هل كنت تلقى في الورى ساعياً ... لو كان يسعى الرزق للقاعد
سيان من يسعى إلى قوته ... بالسلب أو بالوَرع الزائد