للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يتحملوا في سبيل الإسلام أذى ولا جهداً، فضلًا عن أن يريقوا في سبيله من دمائهم دماً. إن روح الإسلام وحبه يجب أن يتغلغل في قلب كل مسلم، فإن تغلغل فسيحرص المسلمون على إقامة الدين وسيعرفون كيف يعزونه ويعزون أنفسهم به

لكن أنى لروح الإسلام أن يتمكن من قلب المسلم وهو يجهل الإسلام ولم ينشأ فيه؟ إن النشأة والتربية هي التي تصبغ الناشئ بصبغتها وتوجهه في الحياة. والنشأة الإسلامية مفقودة في الأقطار الإسلامية منذ أمد طويل، ولو كانت موجودة كما ينبغي أن توجد، لعرف المسلمون دينهم كما ينبغي أن يعرفوه، وإذن لعرفوا كيف يحبونه ويعزونه كما ينبغي أن يحبوه ويعزوه. إذن لعرفوا كيف يدفعون شر العوامل الكثيرة التي تحاول أن تضعف الإسلام في نفوسهم وتغزوه في قلوبهم، ولعرفوا ماذا يقبلون من هذه المدنية الغربية المغيرة عليهم وماذا ينبذون. ليتهم عرفوا الإسلام! إذن لأدركوا أن المدنية الغربية ليس فيها ما يحتاجه المسلمون إلا هذا العلم الطبيعي التجريبي الذي هو ملك العقل البشري عامة، والذي ينبغي أن يكون ملكاً للأمم كافة، لأنه نتيجة استعمال العقل الصارم في بحث ما حلق الله وليس نتيجة العاطفة، فليس فيه شيء من خصائص الأمم التي تظهر عادة في آدابها. العلم التجريبي هو كل ما يحتاجه المسلمون من هذه المدنية الغربية. أما اجتماعيات الغرب فليس المسلم في حاجة إلى شيء منها، لأن رب الشرق والغرب وخالق الخلق كلهم هو الذي شرع للمسلم وللإنسانية كلها أحكام الاجتماع وأصوله مفصلة في الإسلام، كما أجمل للمسلم وللإنسانية كلها أمر طلب العلم الطبيعي في القرآن إجمالاً هو أشبه شيء بتفصيل

لكن إذا كان شباب المسلمين قد فاتهم أن يربوا تربية إسلامية، فإن عليهم أن يتداركوا من ذلك في أنفسهم ما ضيعه الناس. ولا يسوفن في هذا، فإن الأمر ليس أمر حياة أو موت، وعزة أو ذلة، في الدنيا فقط، ولكن هو أمر سعادة أو شقاء إلى الأبد في الآخرة. ولا يقولن إن الفرصة فاتت ماداموا لم يتعلموا الدين على وجهه في المدارس. إن الفرصة موجودة والطريق إلى تدارك ما فات مفتوح بسيط ممتع. أو يدري المسلمون وشباب المسلمين ما هو؟ قراءة سيرة الرسول صلوات الله عليه، وقراءة القرآن، وقراءة الحديث! ثم بعد ذلك أو بين ذلك قراءة تاريخ الخلفاء الراشدين

إن القارئين من شباب الإسلام من بنين وبنات يقبلون على قراءة الروايات، فلماذا لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>