تعالي يا ابنة حيي! لقد وجدت فيك عروسي التي أنتظرها فأمسك بيدها، فانفلتت منه كالمهرة العربية وقالت له:
ومن تكون أنت؟
قال: رجل من بني كلب
قالت: لست هناك! مالك وسيدة قريظة والنضير؟!
قال: ومن تنتظرين؟
قالت: القمر المنير!!
قال: أتطمعين في رسول الله!؟ لشد ما خدعتك نفسك، وحدثتك الأماني. أبعد علج من علوج يهود تطمحين إلى الطاهر الطيب؟!
قالت: إن الكريمة كفء الكريم
وسمع النبي بحديثها فاختارها لنفسه زوجا وجعل لدحية بنت عمها. . .
و ($) النبي بعد أيام بها، وهو في طريقه إلى المدينة تحت قبة ضربت لها. فلما انبثق نور الفجر وخرج النبي لصلاته، رأى (أبا أيوب الأنصاري) متوشحاً سيفه قريبا من بيته
فقال له: مالك يا أبا أيوب؟
قال: يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة وهي امرأة قتلت أباها وزوجها وقومها وكانت حديثة عهد بكفر فخفتها عليك
فقال النبي:(اللهم احفظ أبا أيوب كلما بات يحفظني)
وحدث صفية بذلك فقالت:
ولله يا رسول الله لأنت أعز علي من أبي وأمي وأنا على دينك
- ٣ -
وبانت قريش بمكة أخبار الرسول مع خيبر، وتمنت أن تدور الدائرة على المسلمين، فتكفيهم يهود شر قتالهم، وبينما كانوا يرصدون الطرق لعلهم يقفون على خبر يبل غلتهم، ويطفئ أوار غيظهم رأوا قادماً في شملة أعرابي من بعيد فتبينوه فإذا هو (الحجاج بن علاط السلمي)