للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قالت قريش: هذا لعمر الله عنده الخبر!

قال لهم: وما ذاك؟

قالوا: بلغنا أن القاطع خرج إلى خيبر وهي بلد يهود وريف الحجاز

- بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسركم

- إيه يا حجاج!

- هزم هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط، وقتل أصحابه قتلاً لم تسمعوا بمثله قط، واسر محمد أسراً، وقالوا لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه بين أظهرهم بمن كان أصاب من رجالهم

فصاحت قريش طربا، وقالوا لأنفسهم: قد جاءكم الخبر! وهذا محمد إنما تنتظرون أن يقدم به عليكم، فيقتل بين أظهركم

قال الحجاج: فأعينوني على جمع مالي بمكة، وعلى غرمائي فإني أريد أن أقدم خيبر فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى ما هنالك

قالوا: لك ما تحب وترضى، وأعانوه حتى جمع ماله كله

فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر جاء الحجاج وهو جازع وقال له:

- ويحك يا حجاج! ما تقول؟

- أكاتم أنت على خبري؟

- إي والله!

- فالبث على شيئاً حتى يخف موضعي، ثم سار إليه العباس فقال له الحجاج: الخبر والله على خلاف ما قلت لهم، خلفت رسول الله؛ وقد فتح خيبر، وخلفته والله معرسا بابنة ملكهم؛ وما جئتك إلا مسلما.

ولكن قريشا تحسبني لا أزال على دينها فاطو الخبر ثلاثا، حتى أعجز القوم. ثم أشعه، فإنه والله الحق

قال العباس: ويحك! أحق ما تقول؟

- إي والله

- ولكنك كذبت الناس، ودينك لا يسمح بالكذب

<<  <  ج:
ص:  >  >>