للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجديد في هذه الروايات أيضاً، أنها كتبت باللغة العامية، وهذا موضع العجب، لأن تيمور كان يملك ناصية البيان العربي وله شعر رصين ينم عن تعمق في دراسة اللغة، والأخذ ببيان الأقدمين.

وكان التأليف للمسرح من جانب من هم على شاكلة تيمور في ثقافته وأدبه إنما يجري باللغة العربية الفصحى

تيمور واللغة العامية

يفسر هذا أن تيمور كان يعتقد - كما سبق أن جاهر بذلك في مقالات عديدة - بأن لغة المسرح يجب أن تكون غير لغة المقال والأدب، وأنه يجب مخاطبة الجمهور المستمع باللغة التي يفهمها ويحذقها، أيّاً كانت لهجة هذه اللغة ونصيبها من البيان، وأنه في سبيل ذلك لا ضير على المؤلف للمسرح أن يكتب باللغة العامية مادامت هذه اللغة في متناول كل الأذهان ومختلف الطبقات، وأن لا ضير من إهمال جانب العربية في الكتابة للمسرح حتى يجتاز التمثيل المصري المرحلة الأولى من مراحل تكوينه، وهي مرحلة نشره وإذاعته بين الجماهير

كان تيمور أول من سن هذه الشرعة الفنية في وقت كانت تصدر فيه أغلب المسرحيات في أسلوب عربي لو اهتم كاتبه بمقتضيات الفن في نسج الرواية اهتمامه بتنميق اللفظ وإشراق البيان، لكان للمسرح المصري اليوم روايات عربية مقطوع بصحتها الأدبية والفنية معاً

تيمور والمصرية

وفوق هذا فقد كانت تعمر قلب تيمور فكرة (المصرية) وهي فكرة ترمي إلى أن يكون الأدب المصري مستقلاً عن الأدب العربي، لا في مناحي التفكير فحسب، ولكن في العبارة وأسلوبها إذا لزم الأمر

وهذه (المصرية) تجلت في كل ما كتبه تيمور قصاصاً وشاعراً.

والمصرية اليوم فكرة قد لا تلقى ترحيباً لدى بعض الرؤوس المفكرة، ولها ما لها عند البعض، وعليها ما عليها عند البعض الآخر، إلا أنني أقول - وقد أخذت عن تيمور الكثير من ثقافتي الفنية والأدبية - إنه ستكون للمصرية، ولاشك، دولة في القريب العاجل مادمنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>