الرغم من أن الله قد أعدهن ليكن معلمات، فإنهن لا يعلمن إلا ما تعلمن. . .
- وهل تريدهن يعلمن ما لم يعلمن؟. . .
- أفهن لا يعلمن إلا إذا تعلمن؟. . . لماذا لا يتعلمن هكذا من الحياة رأساً. . . أفنامت عقولهن عن تجاربهن وخبرتهن ومشاهدتهن في كل شأن من شؤون الدنيا إلا المسألة الدنيا؟
- كلا! إني لا أوافقك في هذا. فإن فينا إمامات وعلى الخصوص في التربية وفي الفنون. كيف يمكنك أن تجحد المربية مونتسوري، والممثلة جريتا جاربو، والمغنية جريس مور، والراقصة جنجر روجرز و. . . و. . . و. . .
- أما مونتسوري فمعلمة جاد بها الزمن في القرن العشرين بعد أن ظل الزمن يجود بالمعلمين من قبل سقراط وأرسطو. وعلى أي حال فإن مدام مونتسوري لا تزيد على أن تكون مخترعة لبعض ألاعيب الأطفال. وأما الباقيات اللواتي ذكرتهن هؤلاء فلا أزال أقول إنهن تلميذات فجريتا جاربو لم تكن شيئاً قبل أن يكتشفها أستاذها المخرج السويدي الذي نسيت اسمه وأظن أنك تذكرينه، وأما جريس مور فإني أتحداها أن تغني شيئاً إذا لم يلحن لها الملحنون الأغاني، وأما تلك التي ترقص كالعفاريت التي اسمها جنجر روجرز فقد جربت أن تنفصل عن أستاذها فريد أستر فأخفقت فعادت إليه ومع ذلك فهي لا تزال تتطاول عليه وتقول عنه إذا ذكرتها إنه زميلها وليس قائدها وأستاذها. . .
- وكاي فرانسيس التي تحبها؟
- أنا أحب عينيها أكثر مما أحب فنها
- عينيها؟ لقد قلت مرات إنها ممثلة نابغة
- لو لم يهبها الله هاتين العينين ما كانت نابغة وما كانت ممثلة. هما عينان لو رزقهما رجل لما استطاع إلا أن يكون قديساً ربانيا من غير ما شيء يعرقله. . . فيهما صفاء وشفافة فهما ينضحان بما وراءهما من فكرة أو عاطفة، فصاحبهما لا يستطيع أن يكذب إلا إذا أغمضهما أو سبح بهما في الفضاء لا يوجههما إلى عيني محادثه، وهذا شيء يدل على الكذب والصدق أهون منه، فإذا داوم صاحب هذين العينين الصدق عجزاً عن الكذب في أول الأمر فإنه سيداومه بعد ذلك اعتياداً له، ثم يداومه أخيراً حباً له، والصدق كما قلت لك مرات هو الخطوة الأولى نحو الله. . . وعلى هذا كانت كاي فرانسيس بهاتين العينين