مقصرة حين انتهى أمرها عند أن تكون ممثلة نابغة. . . فهمتِ؟!
- إذن فقد انقلبت على نفسها إذ تمارس الآن الكذب؟ فليس التمثيل إلا الكذب
- لو كانت كاي فرانسيس تكذب ما كانت أعجبتني، وإنما هي تصدق، ولا تمثل إلا ما تحسه أو ما أحسته، ولعلك تلحظين أنها لا تكثر من الظهور، ولعلك أدركت أن سبب هذا هو أنها تنتظر حتى يوافيها الدور الذي يلائمها والذي تكون قد أحاطت بمثله في حياتها. . . وحياتها كما أظنك تعرفين فيها ما فيها، وأبرز ما فيها أنها تمثل بهاتين العينين الصافيتين الشفافتين. . . فرغ الحمص. أليس معك غيره؟
- خذ، ولكن بعد أن تعترف ولو لكاي فرانسيس وحدها بأنها أستاذة.
- ليس ما يمنعني من ذلك. فقلها أن تكون أستاذة، ولك أنت أيضاً ذلك إذا زرت منبر السيد مرة أخرى وأديت له حق التأمل والدرس والترحم على صانعه، ولم يشغلك في زيارته النظر إلى الزائرات من أترابك والتحقق من ملبسهن وزينتهن ولغاتهن
- ولكنك قلت إن هذا من طبع المرأة
- هو طبعها في التلمذة، وأنت تريدين أن تكوني أستاذة، والأستاذة هي التي فرغت من النظر إلى غيرها وبدأت نفسها تفيض بما فيها. . . وأظن أن المرأة لا تكره هذا إلا لسبب واحد. . .
- ما هو هذا السبب أيضاً؟
- هو خشيتها من الكبر، فبهذه الخشية تدمن النظر إلى غيرها تخدع نفسها متخيلة أنها صغيرة لا تزال في حاجة إلى التعلم. . . حتى إذا ما فاجأتها التجاعيد آمنت بأنها أستاذة، ولكنها بعدئذ تقضي الحياة في حسرة بدلاً من أن تقضيها في عمل. . . سنة الله التي شاءت لكن أن تقبعن في بيوتكن. . .
- سأقبع ولن أزور المنبر. . .
- زوريه أو لا تزوريه، فستعرف الدنيا خبره يوم ترقى مصر ويبحث علماؤها عن تاريخ علي جلط ومحمد البقري وغيرهما من أهل الفن العربي الذي يقدره الغربيون حق قدره ويردون إلينا من أقصى الأرض وأدناها لينعموا بمشاهدته وليأخذوا عنه، حتى إذا سألونا عمن أنتجه من آبائنا قلنا: اللهم إنا لا نعرف