المادة مع النيوترونات. وكما أن الكهرباء في تكوينها ترجع إلى هذه الوحدات الأولى التي يسمونها: إلكترونات أو بوزيتونات، كذلك الضوء يرجع في تكوينه إلى وحدات أصلية يسمونها فوتونات جمع فوتون وباعتبار أن الوحدة الثقيلة للكهرباء السالبة غير معروفة، وباعتبار أن الوحدات المعقدة كالديبلون والهيليون قد ترد في تكوينها إلى غيرها من الوحدات، فإنه يغلب على ظني أن الكون يمكن أن نرده بما فيه من مادة أو إشعاع أو كهرباء أو طاقة إلى وحدات ست هي: الإلكترون والبوزيتون والبروتون والنيترينو والنيترون والفوتون.
وقد يصل العلماء إلى الكشف عن وحدات جديدة، ولكن يغلب على الظن أن عدد الوحدات سيظل قليلاً وسيظل اللاعبون على مسرح الكون بهذا القدر الضئيل.
ندع الآن المسميات لنتعرف على أحدها وهو الفوتون أو الذرة الضوئية، وهو الكائن العجيب الذي يعاوننا في مطالعة هذه السطور
عندما نرى في الليل بريق النجوم اللامعات، أو يخطف العين ضوء إحدى المنارات في الليل البهيم، أو تقع العين ذاتها على صورتنا في المرآة، أو نحصل بواسطة الجهاز الفوتغرافي على صورة شمسية، أو نرى على الشاشة حوادث العالم، أو نرى بالمرناه (التليفزيون) إحدى هذه الحوادث في حينها، فإننا قد استخدمنا الذرة الضوئية أو الفوتون كأداة كبرى لنستمتع بهذه الأشياء
وليس في عزمي التعرض في هذه المقالات للتركيب الطبيعي للفوتون، وأذكر على إنه لويس دي بروي مكون من نصفي فوتون، وإنما أكتفي بأن ألفت النظر إلى ثلاثة أمور: الأول أنه أحد المكونات الثلاثة في الكون غير المكهربة إذ لا يوجد في كل ما نعرفه من وحدات كونية غير الفوتون والنيترينو والنيترون كوحدات لا تمت للكهرباء بشيء. والثاني أنه المكون الوحيد الذي لا يوجد إلا في حالة حركة بالنسبة للمادة. ويسرني أن أذكر أن للأستاذ الدكتور علي مصطفى مشرفة بك أبحاثاً قيمة في علاقة المادة بالإشعاع أود أن أعود لذكرها فيما بعد. والثالث أنه كائن سريع جداً بالنسبة للمادة وتبلغ سرعته أي سرعة الضوء (٢٩٩٨٠٠) كيلو متر في الثانية
ولقد توصل العلماء بوسائل جديرة بالإعجاب إلى قياس هذه السرعة العظيمة والى