قد كنت وضعت رسالة عن الكاتب المسرحي لويجي بيراندوللو ونشرتها تباعاً عام ١٩٣٥ على صفحات مجلة الحديث الحلبية، وذلك بمناسبة فوزه بجائزة نوبل، وكنت أثبت في هذه الرسالة المصادر الإفرنجية التي اعتمدت عليها في اللغة الفرنسية، ومن بينها كتاب مستعرض أوربا ' لمؤلفه الناقد وفي هذا الكتاب وغيره وردت مصادر إيطالية وجدت من تتمة البحث أن أذكر عناوينها، ومن هذه المصادر كتاب ' أي (الإنسان الخفي) لمؤلفه فردريكو نارديللي
وقد تبين لي بعد ذلك أني أخطأت في ترجمة عنوان هذا المصدر بأن ذكرت (الإنسان المقدس لمؤلفه فردريك نارديللي) وجاء هذا الخطأ نتيجة وهمي أن كلمة تفيد (مقدس) والصواب أن الكلمة التي ترادف (مقدس) هي بالإيطالية وهكذا يرى القارئ أن مصدر الخطأ جاء من تقارب خروج حروف اللفظتين الإيطاليتين
هذا وقد استند الأستاذ أدهم في مقاله المذكور آنفاً إلى هذا الكتاب، وادعى أنه راجع ترجمته التركية (ص١١٨ - ١١٩)؛ فذكر عنوان الكتاب هكذا:(الإنسان المقدس). ونحن نقول إن هذا الكتاب لو كان ترجمه أحد إلى اللغة التركية حقيقة لكان أصاب في ترجمة العنوان وهو سهل الألفاظ واضحها، (وإلا فكل الترجمة خطأ ولا يعول عليها إطلاقاً)
والحقيقة أن الأستاذ أدهم سطا على هذا العنوان بخطئه - كما رأيت - من صلب الرسالة التي كنت نشرتها في مجلة الحديث عام ١٩٣٥ كما قدمت
ونزيد على هذا أن الأستاذ أدهم في محاولته في مقاله المذكور استند إلى الترجمة التركية (؟!!) على حين إنه في كتابه (توفيق الحكيم - الفنان الحائر) أثبت عنوان هذا الكتاب ذاته في جدول مصادره باللغة الإيطالية كأنه اطلع عليه. فلم يعمد إلى ترجمة تركية لكتاب سبق أن اطلع عليه في لغته الأصلية إلا لأنه يعرف أن التركية الحديثة غير شائعة عندنا، فمن يتتبعه؟
وإذا كابر الأستاذ أدهم في هذا الصدد فليرسل إلى إدارة مجلة الرسالة الترجمة التركية المزعومة لمجرد الاطلاع عليها والإفادة منها