نظرية وحسابات قام بها هذا العالم، وكان لابد من أسباب علمية هامة لكي يهجر العلماء نظرية نيوتن الجسيمية ما لمؤسسها من مكانة ليتمذهبوا بالمذهب الجديد.
على أننا نلخص المهم من هذه الأسباب التي خرج بها علينا العلم التجريبي:
السبب الأول كان في ظاهرة يسمونها (التداخل الضوئي) والسبب الثاني كان في ظاهرة يسمونها الاستقطاب وللقارئ نوجز الظاهرتين:
عندما يقع شعاع على جسم يضيئه شعاع آخر، فإنه من البديهي أن يزداد توهج الجسم بهذا الشعاع الثاني، وهي نتيجة حتمية لنظرية (نيوتن) التي تقول بازدياد عدد الجسيمات الضوئية الواقعة على الجسم، وبرغم هذه الحقيقة التي نشاهدها في تجاربنا العادية توصل العلماء إلى تجارب من نوع معين يتبين منها أن هذه الإضافة لشعاعين من الضوء ينتج عنها ظلمة حالكة بدل أن ينتج عنها زيادة في الضوء
وقد كشف هذه الظاهرة الطبيب والطبيعي المعروف توماس يونج وتتلخص تجربته في أنه وضع حاجزاً به ثقبان أمام منبع ضوئي وشاهد على حاجز آخر موضوع خلف الأول سلسلة من الخطوط المضيئة والمظلمة المتجاورة، ذلك أن هذا الحاجز يضاء بما ينبعث من ضوء خلال الثقبين، وفي الشكل (٢) يرى القارئ صورة لهذه الظاهرة التي لا يمكن تفسيرها بنظرية (نيوتن) ويمكن تفسيرها بالوسائل الرياضية إذا اعتبرنا الضوء ظاهرة موجية، ذلك لأن موجتين متضادتين وحادثتين في مكان واحد تمحو إحداهما أثر الأخرى، ويظهر ذلك في هذه الخطوط السوداء التي رغم تعرضها للمنبعين لا يظهر عليها أثر للضوء. وليس المجال هنا لنذكر التجارب المختلفة التي وفق فيها العلماء لرؤية هذه الظاهرة، ولابد أن يكون قد رآها كل من أتيحت له فرصة عمل تجارب في إحدى كليات العلوم، مثل التجارب المعروفة باسم حلقات (نيوتن) أو (مرآة فرنل) وغيرها. كذلك لا ندخل في تفصيل التطبيقات العديدة التي استخدمت فيها ظاهرة التداخل لكل مهندس تتاح له الفرصة في معرفة ما تقدمه العلوم الطبيعية من تطبيقات مفيدة يعلم أنه يستطيع أن يعرف درجة تمدد أو ضغط إحدى الأعتاب الحاملة للجسور الحديدية بواسطة أجهزة ضوئية تستند إلى ظاهرة التداخل الضوئي، كما يعرف أنه من السهل الآن تعيين سمك لوحة رفيعة أو دراسة ما على سطحها من تعاريج أو حركة بالالتجاء إلى أمواج الضوء، واستخدام ظاهرة