إلى الاطلاع إلا بين الذين اعتادوا المرور في حي معين فيه مكتبة يستوقف ما في واجهتها من الكتب نظر المارة، بل قد يدخل أحدهم بغير قصد شراء كتاب بذاته فيخرج وإذا بيده كتب
يعرف المؤلفون في مصر أن كتبهم لا تباع إلا حيث توجد المكتبات في مدينة واحدة وهي القاهرة، فيخيل إليهم أن الميل إلى القراءة غير موزع بين سكان القطر وأنه مقصور على حي معين. ثم ما هي إلا أن يتطوع صديق في جهة نائية فيبيع له عدداً كبيراً
لا ريب أن تشجيع نشر الكتب أمر حيوي وفيه شفاء للعلة الأصلية من أساسها بشكل يؤدي حتى في ظروفنا الحالية إلى انتشار الثقافة فتربح التجارة، وتنشط المطابع، وتقوم في البلاد طبقة من قادة الفكر على أساس الدافع الطبيعي الذي لا يقتصر على ما لابد منه للمؤلفين من الاستقلال المادي والأدبي. بل إن في انتشار مؤلفات أحدهم ما يقوم في نفسه دليلاً على أنه أدى رسالته، كما أن في الإقبال على كتبه انتخاباً من القراء له وعملاً فيه الكثير من الصدق في التعبير عن أنهم أولوه زعامة طبيعية نابتة من الحركة الفكرية في ذاتها
ولست أريد أن أرسم خطة معينة تتبعها وزارة المعارف في تنفيذ برنامج عملي لنشر الثقافة عن طريق الكتب، ولكنني أورد على سبيل المثال ما يعن لي من الوسائل:
١ - أن تتفق الوزارة مع مراقبات مناطق التعليم ومجالس المديريات على أن تقصر معاملاتها بقدر الإمكان على المكتبات الواقعة في الجهات نفسها
٢ - أن تتفق مع مصلحة البريد على إعطاء الأفضلية في بيع طوابع البريد وطوابع التمغة للمكتبات دون الصيدليات ومحلات العطارة وحوانيت التبغ
٣ - أن تحفظ لديها سجلاً بالمكتبات في كافة جهات القطر ليرجع إليها الناشرون وأصحاب المطابع والمؤلفون للتعامل معهم، وأن تقوم مراقبات مناطق التعليم بالاستيثاق من أن هذه المكتبات مكتبات حقيقية
٤ - أن تذيع بالراديو أسماء الكتب وخلاصات مشوقة موجزة عن محتوياتها
٥ - أن تتفق مع وزارة الشؤون الاجتماعية على أن تدمج في المراكز الاجتماعية التي تزمع إنشاءها برامج ثقافية
٦ - أن تشجع على إنشاء هيئة مركزية في القاهرة تجمع لديها فهارس ما يصدر من