للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عينيه للدلالة على فعل (الرؤية)، ثم أبسط أصابع يدي اليمنى وسبابة يدي اليسرى للدلالة على عدد (ستة)، ثم أكوّن صورة دائرة بإلصاق نهايتي السبابتين الإبهامين إحداهما بالأخرى وأمد يديّ إلى الأمام وأحركهما كما تتحرك عجلات العربة وهي تسير للدلالة على (العربة)، ثم أضع الكفين ممدودتين بجانب الجبهة ممثلاً قرن حيوان للدلالة على (الثور)، ثم أمد ثلاثة أصابع من يدي اليسرى وأضع يدي اليمنى تحت شفتي السفلى وأنحدر بها إلى صدري ممثلاً اللحية للدلالة على (ثلاثة مكسيكيين)، ثم أمد مرة ثانية ثلاثة أصابع وأمسح جبهتي بيدي من اليمين إلى الشمال ممثلاً وجهاً شاحباً للدلالة على (ثلاثة أمريكيين)، ثم أرفع إصبعاً واحداً وأضع بعد ذلك سبابة اليسرى بين سبابة اليمنى ووسطاها ممثلاً الراكب للدلالة على (رجل واحد راكب حصاناً)

وأضاف إلى ذلك أن الوقت الذي يقضيه أحد المتكلمين بهذه اللغة في أداء هذه الحركات لا يزيد كثيراً على الوقت الذي يستغرقه تعبيرنا باللغة الكلامية عن هذه المعاني

وذكر الأستاذ تيلور بصدد هذه اللغة أن لها قواعد إشارية لربط أجزاء العبارة بعضها ببعض وترتيب عناصرها؛ وأنها في مجموعها تكاد تكون متحدة عند جميع الشعوب التي تستخدمها، فهي من هذه الناحية أشبه شيء بلغة دولية، وأنه يمكن أحياناً للتعبير بها عن حقائق دقيقة كعظات وضرب أمثال وقص حكايات؛ وأنها في جملتها ومعظم تفاصيلها تشبه لغة الصم - البكم. فقد جمع مولري بين رجل أصم - أبكم وطائفة من الهنود الحمر المتكلمين بلغة الإشارات، فأخذ الأصم - الأبكم يقص عليهم بالإشارات قصة طويلة تتعلق بحادث سرقة، وعقب على هذه القصة بتعليقات من عنده، فلم يفتهم فهم أي حركة من حركاته، لاتحادها مع حركاتهم اللغوية

وذهب العلامة (ريمو) إلى أنها قابلة للإصلاح والتهذيب، وأنه لو طال استخدام الشعوب الإنسانية لها لسارت في سبيل الارتقاء، ولأصابها كثير من أسباب التنقيح تحت تأثير الرقي العقلي ومطالب الحياة الاجتماعية، واتساع حاجات الإنسان، وأعمال المخترعين والعلماء. . . وما إلى ذلك

غير أنها مهما ينلها من التهذيب فلن تخلو من مساوئها الذاتية، فهي تستأثر باليد، فتحول دون القيام بأي عمل آخر في أثناء التعبير. ويتوقف إدراكها على النظر، فلا يمكن التعبير

<<  <  ج:
ص:  >  >>