ولكن أنى للجاهل العربيد أن يثوب إلى رشده ويعود إلى حظيرة الله ما دام الشيطان يطوف حوله ليسكب في أذنيه أغاني الشر وأهازيج الدمار
لقد أنخرط الأثيني الشاب في زمرة الكسالى، وراح معهم يعيشون في أنحاء نابلي فساداً يبحثون عن اللذة أينما وجدت، ويتذوقون كل محرم ويفخرون بما يأتونه كل يوم من ضروب المجون والعبث
وتصل القصة إلى أكثر أجزائها شدة وقوة فيعمد ليلي إلى ختم قصته ختاماً موفقاً حقاً إذ أرجع (يوفيس) إلى أثينا. . . (رجلاً حزيناً عاقلاً). . . بل لقد جعل منه رجلاً آخر مخالفاً لشخصيته الأولى. . . لقد أدرك آثام الماضي وشروره فراح يكتب الرسائل الطويلة إلى أصدقائه باسطاً فيها الآراء الناضجة الكاملة الشيء الكثير، شأن العارف الدارس بأسرار الحياة
ولعلك تستطيع أن تلمح من بين سطور القصة قوة المؤلف الذي استطاع أن يصف ما أراد من نزق وجنون، وعبث ولهو، ثم ندم واستغفار. . . ووقار وحكمة
لقد أراد ليلي أن يجعل الناشئة تتمسك بأهداب الفضيلة بأن أخذ يسرد عليهم سرداً قويا التقاليد السيئة المتبعة ليجتنبوها ودعا فيما دعا إليه إلى دراسة الكتاب المقدس ليستوحوا منه العظات ولكي يستطيعوا التغلب على نزعة الإلحاد التي كانت تنتشر في إيطاليا بلد العلم والعرفان!
وهكذا لم تلبث القصة أن ذاعت ذيوعاً عظيما حتى لقد صارت أحب الكتب الأدبية إلى الناس
كانت حديث الطبقات الراقية. . . بل لقد تناقل الإعجاب بها موظفو البلاط الملكي نفسه
على أنه مما ليس فيه شك أن هذه القصة لو لم يعرف مؤلفها أدواء الجيل لما لقيت من هذا النجاح الفذ قليلاً أو كثيراً، بل لما سمع عنها في هذا الوقت، فإنما قامت شهرتها على قوة أسلوبها وقوة بصيرة مؤلفها وقدرته على معالجة الحوادث الخارجية التي كانت تحيط بالناشئة، والتي كان الشعب يجهلها رغم أنها كانت سائدة بينه. . . فعلى هذا الأساس المتين نالت القصة هذا المركز الفذ الذي لا يداني في العهد الإليزابثي كله