للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والذي كان يمثل قلق الإسكندرية، وحمية الصعيد، وسكينة القاهرة، ومن الإسكندرية نقل النظام إلى سائر المعاهد الدينية، وهو نظام ثار عليه الأزهر ثورة عنيفة لن أنساها ما حييت لأنها عطلتني من الدرس أسابيع وأسابيع قبل أن تولد عرائس هذا الحفل البديع

والمعهد الإسكندري ُمنسيٌَ في هذه الأيام، ولكن الذين عاشوا قبل الحرب الماضية يذكرون كيف استطاع أستاذنا الشيخ عبد المجيد اللبان أن يقيم به زعامة دينية يصل روحها إلى أكثر المدن المصرية

وإن كشف غطاء التاريخ فستعرفون أن الشيخ اللبان كانت له يد في تأريث الثورة المصرية، فهو الذي جمع بين أعضاء الحزب الوطني وبين حضرة صاحب السمو الأمير عمر طوسون، ومن تلك الحركة تهيأ الجو لحركات شهدتها سنة ١٩١٨ ثم استفحلت في سنة ١٩١٩ ثم ما كان إلى أن شهدتم سقوط الحماية وإعلان الاستقلال

فما معنى هذا؟ معناه أن الإسكندرية التي ألقى فيها مصطفى كامل أعظم خطبة وطنية هي الإسكندرية التي سبقت إلى الثورة على الأحكام العرفية في أعقاب الحرب الماضية والتي سنت لأهل مصر شريعة النضال في سبيل الاستقلال

وهل سمعتم بحديث الدكتور محجوب ثابت؟

بفضل الإسكندرية جاز أن يكون في مصر نائب عن العمال، وهذا شيء غريب في بلادنا ولم يقع أول مرة إلا في الإسكندرية. وله مدلول يشهد بأن مدينتنا هذه مدينة أصيلة في قوة الشخصية. ألم يكف أنها تحتفل الليلة بالمولد النبوي احتفالاً أفخم وأعظم من جميع الاحتفالات بسائر المدن المصرية؟ ألم يكف أنها أول مدينة في الشرق بعد القاهرة مع أن القاهرة تملك من السحر ما تعجز عنه جميع المدائن في الشرق؟

أيها السادة:

إن الحديث ذو شجون، فهل سمعتم أن الإسكندرية تسيطر في هذه الأيام على وزارة المعارف؟

قيل إن النقراشي إسكندري المولد. وقيل إن السنهوري إسكندري المولد. وقيل إن شفيق غربال إسكندري المولد، فهل هذا صحيح؟ إن صح هذا فانتظروا متى ثورة تزلزل رواسي الجبال، فما يرضيني أن يكون لمدينتكم كل هذا السلطان؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>