عنك الهواء فارتفعت درجة حرارتك فأنت إذا خرجت أصابك البرد ونال حنجرتك العطب، فيفتح الباب والنافذة. ويمضي هذا الزائر ويجئ زائر ثالث فيقول له: إنك وقد فتحت الباب والنافذة قد عرضت نفسك للتيار، والبرد إذا أصابك نال حنجرتك العطب فاكتف إما بالباب وإما بالنافذة، فيغلق النافذة ويبقى الباب مفتوحاً. ويمضي عنه هذا الزائر ويجيئه زائر رابع فيقول رابع له: إنك وقد فتحت الباب عرضت نفسك لإلمام الثقلاء من الزائرين بك وأنت رجل عمدتك في عملك على أعصابك إذا هدأت، ونفسك إذا اطمأنت ولم يقلقها ضيق أو ضجر، فيقوم ويغلق الباب ويفتح النافذة. ويمضي هذا الزائر ويجيئه زائر خامس يقول له: إنك وقد فتحت النافذة ردمك الغبار، ودخل إلى (خياشيمك) وتراكم على سقف حلقك فعطل صوتك وربما آذى عينيك أيضاً، فيغلق النافذة. فإذا مضى عنه هذا الزائر ألفى نفسه وقد أغلق على نفسه الحجرة نافذتها وبابها وذكر أن زائراً قال له كلاماً معقولاً منعه به من إغلاق النافذة والباب، فيقوم ويفتحهما؛ ولكنه عندئذ يذكر أيضاً أن كلاماً معقولاً قيل له لما فتحهما أول مرة وأنه أقتنع به وأنه قام على أثره فأغلق الباب وأبقى النافذة مفتوحة. فيقوم ويغلق الباب ويستبقي النافذة مفتوحة، ولكنه عندئذ أيضاً يذكر مرة أخرى أنه اقتنع في ساعة ما بوجوب إغلاقها فيقوم ويغلقها هي أيضاً، ثم يعود فيرى أنه عاد إلى ما كان فيه، فلا يرى مخرجاً من هذا الدوران إلا أن يغادر حجرته وأن يجلس في القهوة يلعب الورق، فإذا ما سأله أفراد فرقته لماذا ترك (الشغل) بسط لهم المسألة وسألهم حلاً للمعضلة فإذا هم كل واحد وله رأى وإذا هو ساخر منهم لعجزهم عن الاهتداء إلى الحل القريب الذي اهتدى إليه هو، وهو الإضراب عن الحجرة، ويدخل في ذلك الإضراب عن العمل.
الأستاذ يوسف وهبي
لا شك في أنه ضحى للفن بثروة طائلة؟ ولا شك أيضاً في أنه منذ ظهر لا يزال يضرب الرقم القياسي في إقبال الجمهور على فنه. فكيف يتفق لفنان أن يكون أروج الفنانين ومع ذلك يكون أخسرهم؟
المظهر: هو يتفق على مظهره ربحه كله وأكثر، ويرجع السبب في هذا أنه يشعر في قرارة نفسه بأنه وإن كان ممثلا فهو غير الممثلين، وأول فرق بينه وبينهم أنه دخل إلى التمثيل وفي جيبه مال