اتهمه خصومه بكثير من التهم، ولكن الواقع يشهد بأنه برئ من تهمة واحدة - على الأقل - وهي تكلف الهواية التي وهب نفسه لها، فهو يمثل لأنه يحب التمثيل، وهو يمثل ولو خرب في سبيل التمثيل، وهو يمثل لأنه إذا لم يجد مسرحاً يؤويه انطلق في الحياة يمثل صوراً تتراءى له. وأكثر هذه الصور ترقصاً أمام عينه هي صور الزعامة والقيادة والحكم، ورواياته الأخيرة التي ألفها تشهد كلها بذلك، فهو فيها جميعاً إما زعيم حزب، وإما رئيس شركة أو إدارة، وإما مستشار أو قاض في محكمة، وإما ضابط كبير في الجيش
وإني لا أرتاب في أنه إذا أراد أن يكون زعيم حزب في مصر لا ستطاع أن يكونه في نجاح كبير
الشيخان
جورج أبيض وعزيز عيد:
اشتركا يوماً وألفا فرقة، وطافا بها في الوجه البحري والوجه القبلي، وعادا إلى القاهرة ومعهما ألفان من الجنيهات كانت في جيب الأستاذ جورج أبيض، وبعد يوم من العودة ارتاحا فيه من مشقة السفر ذهب الأستاذ عزيز عيد إلى الأستاذ جورج أبيض يطالبه بنصف الأرباح حسبما اتفقا. . .
عزيز عيد - يا أخي يا جورج. أين الألف الذي لي؟
جورج أبيض - معي يا أخي يا عزيز. في جيبي
عزيز عيد - طيب. هاتها
جورج أبيض - ليتني أستطيع. ثق أنني أرثى لك، ولكن ثق أيضاً أنني عاجز عن مواساتك
عزيز عيد - ولم المواساة ونحن لم نفقد شيئاً. . . أما قلت إن الألف معك؟
جورج أبيض - وهذا ما أنت جدير بالمواساة فيه. . . فجنيهاتك معي أنا وليست معك أنت. . .
عزيز عيد - وأي شئ في هذا؟ أعطني إياها تكن معي وينته الأمر
جورج أبيض - وكيف السبيل إلى هذا؟
عزيز عيد - ضع يدك في جيبيك وأخرجها وهاتها، ولا غير