للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واجتمعت له من ذلك المقدماتُ التي تبلغ به النتيجة. . .

ثم كانت المرحلة الأخيرة هي التهذيب والصقل الفني، من صناعة البيان وتحكيك الألفاظ وتجميل المعاني وتزيين الأسلوب

سبع مراحل بين البدء والنهاية. . . ثم خرج الكتاب لقارئه ليسائل نفسه في عجب: أين وأيان اجتمع لمؤلفه ذلك القدرُ من المعارف في شئون العرب والعربية فألف بين أشتاتها في هذا الكتاب؟

سؤال كنت أسأله نفسي قبل أن أرى وأعرف وأضع يدي على تلك الأوراق التي كانت في درج مكتبه فتكشف لي السر. .

بين يديَّ الآن الجزء الثالث من تاريخ آداب العرب، أرجو أن أفرغ منه ليكون في أيدي القراء بعد أيام؛ وهو كتاب ألفه في سنة ١٩١١ أو قبل ذلك، ثم شغلته شئون الحياة عن إخراجه فخلَّفه أوراقاً مصفرّة يكاد يبليها التقادم. . . في هذا الكتاب وجدت مفتاح السر، وسيقرؤه قراؤه بعد أيام فيعرفون في بعض فصوله أين بدأ مما انتهى وعند أي مرحلةٍ وقف. . . ثم يذكرون مؤلفه فيترّحمون عليه. . .

. . . وفي مكتبته كتاب آخر أرجو أن يعينني الله عليه ما أعانني على هذا الكتاب. وهناك غير ذلك كراسات عدة وأضابير مطوية. تلك هي الفهارس التي كتبها ثم استكتبها. . ولكنها - فيما تبدو لي - ألسنةٌ خُرْس

قلت كانت المرحلة الأولى في تأليفه أنه اختار طائفة من الكتب. . . وأقول إن أول ما اختار من ذلك كتب التراجم؛ مثل الفهرست لابن النديم، ووفيات الأعيان، ونحوهما

وطريقته في التحصيل من هذه الكتب، أن يقرأ الكتاب ما بين دفتيه؛ ثم يكتب ملخصه بحيث يشمل من أسماء أهل الفنون الأدبية وامتياز كل منهم، مثل الشعراء، والخطباء، والكتاب، والرواة؛ ثم أسماء الكتب، وموضوعها، فنون العلم، ومعارضات العلماء بعضهم لبعض؛ ثم الطرائف الأدبية التي تشير إلى معنى يتصل بشيء من موضوعه. وفي كتب التراجم من هذه الطرائف ما ليس في كتاب

وأستطيع أن أقول جازماً: أن الرافعي أعتمد على كتب التراجم في الجمع لكتابه (تاريخ آداب العرب) أكثر مما أعتمد على الكتب الخالصة للأدب؛ وكان اتجاهه إلى ذلك سبباً في

<<  <  ج:
ص:  >  >>