لهم: نعم. فسألوه: أمساواة وإخاء وحرية كالماسون؟ فقال لهم تماماً ولا فرق! فسألوه: والمسلم كالمجوسي؟ فقال لهم: سواء بسواء! فسألوه: والمرأة كالرجل، والسكران كالصاحي؟ فقال لهم: أمام القانون لا كبير ولا صغير. . والسكران ما لم يؤذ أحداً حر في نفسه. . . فقالوا له: عال. . . إن فلاناً يتهاون في الصلاة فلا يؤديها فقال لهم: هو حر. . . فقالوا له: إنا نعوذ بالله من (ديمقراطكم). . لكم دينكم ولنا دين!. . .
وفاز الفلاح منافس الفيلسوف في الانتخاب. أما الفيلسوف المفكر فإنه لم يفز، وكان عيبه عند ناخبيه أنه ديمقراطي!
فهل الذي لا يعرف كيف يتفاهم مع ناخبيه فيلسوف؟
إنه فيلسوف ولكنه لا يعيش في هذا البلد ولا في هذا العصر
الأستاذ شهاب:
هو عبد السلام بن حسنين بن شهاب بن أبي شامة البشبيشي، واصل الدراسة في الأزهر الشريف حتى أشرف على امتحان العالمية فتكاسل عنه. والتحق بفرقة تمثيلية يؤلف لها الأغاني والأناشيد وكان جمهور هذه الفرقة خليطاً من الناس ذوي المشارب المتباينة والأذواق المختلفة، فكانوا جميعاً يجودون ما يرضون عنه فيما كانوا يسمعون. ثم شارك حلاقاً في صالون، لعبا برأس ماله في (اليانصيب) فلم تصبهما ثروة، فالتقطه واحد من أصحاب المجلات الأسبوعية كان يدير تجارة إلى جانب المجلة فعمل الأستاذ شهاب في تجارة وفي المجلة حتى رأى صاحبه يسلمه يوماً لواحد آخر من أصحاب المجلات الأسبوعية، ولم يعلم أنه باعه له المال إلا بعد زمن طويل، وانتقل من المجلة القديمة إلى المجلة الجديدة يكتب فيها شعراً وزجلاً ونثراً مما يعيه الشعب ويفهمه ويتلذذ به وهو ماكث في (الإدارة) لا يخرج منها، ويعمل ويأكل وينام على المكتب. . . ثم طرأ له أن يخرج يوماً فخرج وغاب فلم يعد، فدار صاحب المجلة يبحث عنه في الأقسام والمستشفيات وهو متلهف عليه يقول: يا عالم إنه لا يعرف الطرق ولا الشوارع ولكنه كان قد عرف الطرق والشوارع ومن بينها شارع الأمير قدادار، وهو الطريق إلى دار الهلال التي يعمل فيها الآن محرراً لإحدى المجلات التي تصدرها، يكتبها بعد أن يجمع له المندوبون معلوماتهم، ومن أولها إلى آخرها