وتخرج الفتوى بعد ذلك عن نطاق ما هي فيه، فتنكر على الناس أن يتعلقوا بصغائر الأمور دون كبارها، وأن يتركوا المنكرات المجمع عليها (سبهللاً) ويحاسبون على اقتراف الذرة. الخ
هذا ما أردت أن أسجله من ظواهر الفتوى. ويجب أن يفهم هنا أنه لا شان لي بالتوسل بالأولياء جائز أو غير جائز، ولا بأنه قد أمر به في الحديث أو لم يؤمر به في الحديث
ولا شأن لي بحياة الأولياء عند ربهم، ولا بكيفيتها، ولا بنوع العمل الذي يدخل في قدرتهم بعد موتهم، أو الذي لا يدخل لا شأن لي بشيء من ذلك كله، فقد تكلم فيه الناس كثيراً وللشيخ فيه جولات، ولخصومه جولات! كما للشيخ في حياة الأرواح وعجائب الأرواح جولات، ولا نحب أن نشغل بشيء من ذلك قراء الرسالة
ولكني أتساءل: أيكفي أن يكون شيء مركباً من أشياء بعضها جائز وبعضها مندوب إليه ليكون حقيقة معترفاً بها من الشرع؟ حتى لو لفق ملفق بين عدة مندوبات وعدة واجبات أو جائزات، وأنشأ من ذلك عبادة يلتزمها ويتقرب إلى الله بها على وضع خاص لما كان في ذلك ملوماً؟
ثم ما هي المسائل التي هي منكرات مجمع عليها، وقد تركت من غير بيان حتى صارت (سبهللا) بهذا التعبير الظريف؟
وما الموازنة بين هذه المسائل المعروفة التي أجمع الناس على تحريمها، والمسائل التي شغف كثير من الناس أن يلبسوها ثوب الدين وما هي من الدين؟
وإني لأتوجه بعد ذلك إلى أستاذنا الكبير الشيخ محمد عبد اللطيف دراز مفتش الوعظ والإرشاد لأساله: ماذا فعل الله بهذا الواعظ المسكين الذي أنكر (فائدة الأربعاء)، وأثار عليه الشيخ هذه الحرب الشعواء؟ أتركته إدارة الوعظ بين هؤلاء القوم محصوراً لعلهم يقضون عليه، أو يسيئون إليه. أم أنقذت المسلمين في قنا وضواحي قنا منه إن كانت تعتقد أنه شر ووبال؟
أما بعد:
فإني أقول لأصدقائي وشيوخي الذين أثارتهم كلمتي السابقة، فعلقوا عليها قولاً وكتابة بأقوال