للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- لست أدري. وإنما كل الذي أدريه أني كنت أكون سعيداً بجانبها، وان نظراتها كانت تسحرني، وأن بسماتها كانت تضيء ظلمات وجداني.

- ولم لم تصل حياتك بحياتها؟ ألم يكن هذا يكفي؟

- كان ينقصني أن أعلم اليقين أنها تريدني إرادة قوية جارفة تطغى في نفسها على كل ما عداها.

- إنها تريدك. وإلا فما الذي دعاها أن تبقى على علاقتها معك؟

- هيه، كثيرات يبعن أنفسهن أو يعرضنها سلعة يتقاضين في مقابلها خبزاً. ويا ما أرخصه من ثمن!

أنت تشك إذن؟

- وأريد أن يمحى الشك بأن أراها تهزأ بكل شيء وتستبيح كل شيء في سبيل ان تبقى على أنا

- أية أنانية! وماذا يغريها بهذا؟

- وماذا يضيرها؟

- ماذا يضيرها؟ إنها فتاة. ومن حقها أن تشك وأن تظن انك تريد أن تلهو بها وأن تلعب.

- إذن أنفض يدي منها!

- وتبقى هكذا فارغ القلب دائما؟

- ذلك أجدى من أن املأه عاطفة قد تكون مسمومة فتقتله. . . وقلب فارغ خير من لا قلب!

وعاد إلى نفسه أو عادت إليه، فخفف كثيرا من ثورته على فتاته وعزم على أن يجيبها إلى ما طلبت، وان يتخلى عنها في رفق، وأن تكون هكذا نهايته معها

ومرت سنتان. . .

وذات ليلة بينما كان يقفل نافذته لينام، راعه السكون المخيم على الطريق، وما هي إلا لحظة حتى خرقت حجب الصمت دقات ساعة في منزل قريب. . . تن. تن، حتى أكملت إحدى عشرة دقة وهو في مكانه ذاهل واجم. وان صوت الجرس في الظلام والسكون ليدخل على النفس شيئا كثيرا من الرهبة والكآبة، وهكذا أنسته هذه الدقات برنينها المكتوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>