للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ببغداد شيء منها)

ثم عاد إلى ذكر العروب في تفليس أثناء كلامه على هذه المدينة فقال: (تفليس. . . وهي على نهر الكر ولها فيه عروب يطحن فيها الحنطة كما تطحن عروب الموصل والرقة وغيرها في الدجلة والفرات)

وأشار ياقوت إلى العروب قائلاً: (العربات ومفردها عربة، وهي بلغة أهل الجزيرة: السفينة تعمل فيها رحى في وسط الماء الجاري مثل دجلة والفرات والخابور، يديرها شدة جريه، وهي مولدة فيما أحسب)

وتطرق القزويني إلى ذكرها بقوله: (. . . وأهل الموصل انتفعوا بدجلة انتفاعاً كثيراً مثل شق القناة منها ونصب النواعير على الماء، يديرها الماء بنفسه، ونصب العربات، وهي الطواحين التي يديرها الماء في وسط دجلة في سفينة وتنقل من موضع إلى موضع)

العروب في كتب التاريخ والأدب

لعل أول نبأ بلغنا عن العروب في المراجع التاريخية، هو ما ذكره الشابشتي في كتابه (الديارات) لدى كلامه على دير ماجرجس، والدير الأعلى

قال في الأول: (هذا الدير بالمزرفة (قرية كبيرة فوق بغداد على دجلة بينها وبين بغداد ثلاث فراسخ، وهي قريبة من قطربل) وهو أحد الديارات والمواضع المقصودة. والمتنزهون من أهل بغداد يخرجون إليه دائماً في السميريات لقربه وطيبه، وهو على شاطئ دجلة. والعروب بين يديه، والبساتين محدقة به. . .)

وفي الثاني: هذا الدير بالموصل، يطل على دجلة والعروب، وهو دير كبير عامر. . .

وفي حوادث سنة ٣٦٣هـ حين استيلاء بختيار بن معز الدولة ابن بويه على الموصل، يذكر ابن الأثير في (الكامل) ما نصه:

(. . . فسار (بختيار) عن بغداد، ووصل الموصل تاسع عشر ربيع الآخر ونزل بالدير الأعلى، وكان أبو تغلب بن حمدان قد سار عن الموصل لما قرب منه بختيار، وقصد سنجار وكسر العروب، وأخلى الموصل من كل ميرة

وهذه الرواية توافق ما نقله القلقشندي عن نسخة كتاب كتبه أبو إسحاق الصابي عن عز الدولة بن بويه إلى المطيع لله عند فتح الموصل، وهزيمة أبي تغلب بن حمدان - فقد قال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>