يتشاغلون في أشد مواقف التفكير حرجاً برسم الخطوط، أو بضرب الأرض، أو بفك الأزرار وإعادتها ثم فكها وإعادتها أو بحك جباههم أو بأي مشغلة يتشاغلون بها أثناء ما هم يفكرون فيما يحرجهم؟. . . كل هؤلاء مثل الكردينال دي ريشلييه، فهلا تحبين أنت أن تكوني مثله؟. . .
- ولكن الكردينال كان رجلاً هرماً لا أظنني كنت أحبه إذا رأيته. . . أفلا تعرف مثلاً آخر أرشق من الكردينال دي ريشلييه. . .
- فلتكوني مثل جاري كوبر. . . ألم تشاهديه في (مستر ديدز الشاذ)؟
- شاهدته. واتهموه بأنه (استنجللينا)
- فأثبت لهم أن كل الناس (استنجللينا) خذي الثوب خيطيه لعل جاري كوبر يراك فيعجب بك فيكون يوم سعدك. . .
- وأين أنا منه، وهو في هوليود وأنا في القاهرة. . . هات الثوب هات وأمري لله، وابدأ أنت في الرسم كما تشاء، وقل ما تريد. . .
- وهو كذلك. . . ولكن في أي شيء كنا نريد أن نتحدث. . . لقد نسيت. . .
- أظنك كنت تريد أن تعالج حب أخي لابنة الجيران بأن تكويه فوق قلبه بمسمار محمي في النار. . .
- صحيح، وكنت أنت تنكرين هذا، وكان إنكارك يعتمد على اعتراض قوي هو أن الحب عاطفة وليس مرضاً بدنياً حتى يعالج بدنياً صرفاً. . . أليس كذلك؟
- بلى. . .
- أما كنت تستطيعين أن تقولي شيئاً غير (بلى) هذه فإني لا أحبها. . . على أي حال هي مسألة ذوق، وعلاجها هي أيضاً مسمار محمي في النار تنخسين به لسانك فلا تعودين إلى النطق بها وبأمثالها
- ما أحد لسانه في حاجة إلى الكي غيرك. . .
- إذن فقد آمنت بالنظرية؟!
- لا يا سيدي. . . سحبتها. . .
- حسن. . . اسمي. . . ألا ترينه معقولاً أن تكون كل علة بدنية ظاهرة لعلة نفسية. . .