للأستاذ الأديب السيد سعيد الأفغاني همم مشكورة في طبع بعض الكتب القديمة. وآخر ما طبعه رسالة ابن حزم المسماة (المفاضلة بين الصحابة) وهذه الرسالة موجودة برمتها في كتاب (الفصل في الملل والنحل لابن حزم) من الصفحة ١١١ إلى الصفحة ١٥٣ من الجزء الرابع من طبعه الخانجي، وأما الطبعة الثانية فليست تحت يدي لأشير إلى مكان الرسالة منها. فلعل أحد الناسخين (من الناصبة) جردها من كتاب (الفصل) فحسبها بعضهم كتاباً جديداً. وفي الخزانة التيمورية نسخة منها كان الأستاذ كرد علي أخذ صورتها الشمسية. فالجدوى من نشر هذه الرسالة مستقلة هي للطابع لا للباحث.
فضيل سالم المهدي
(الرسالة): لا ندري كيف غفل الكاتب عن الجهد العظيم الذي بذله الأستاذ الأفغاني في التحقيق والتعليق والفهرسة والترجمة حتى أصبح الكتاب بمقدمته وذيله كتابين لا جدوى لأحدهما بغير الآخر. ولو كان يدري الكتاب شروط النشر لعلم أن هذا الكتاب ما كان يفيد الباحث لو لم ينل هذه العناية من الأستاذ سعيد.
حول آية إطعام الطعام
إنها ليد طولى للرسالة تقابلها بالشكر أن أتاحت لنا الاتصال بإخواننا في العراق نبادلهم الرأي ونساجلهم البحث؛ فقد نشرت في عددها الماضي رد الأستاذ الشيخ كاظم سليمان خطيب الكاظمية بالعراق على إنكارنا صحة ما روى الرواة في سبب نزول آية إطعام الطعام من صوم الإمام علي رضي الله عنه إلى آخر ما زعموا. وقد حاولت أن أظفر بدليل في كلام الأستاذ فلم أنل
وغير خاف أن الإمام علي كرم الله وجهه في سابقيته وهجرته وبلائه ومنافخه وعلمه وفضله وفتوحاته وقرابته لا يرفع من شأنه رواية لم تثبت
على أن المفسرين بإزاء هذه القصة فئات منهم من ضرب عنها صفحاً، ومنهم من رواها من غير بحث، ومنهم من نقدها. فقد جاء في تفسير الطبري
(والصواب من القول في ذلك أن يقال إن الله وصف هؤلاء الأبرار بأنهم كانوا في الدنيا يطعمون. . .). فتراه أرجع ضمير يطعمون إلى الأبرار ولم يشر إلى قصة صوم الإمام