للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقلت له: إن (الرتوش) الوحيدة التي آذن بها هي أن يمد إلى الشارب القصير فيطيله حتى يساوي أخاه. وانصرفت وانتصف النهار، وقابلت بعد ذلك المهتم بشأني، فقصصت عليه ما حدث من أمر الشارب، فما راعني إلا قوله إنه مر هو الآخر بحانوت المصور عقب انصرافي، فلما علم بمسألة الشوارب، أمر المصور أن يزيلها كلها وكفى الله المؤمنين القتال. فما إن سمعت منه ذلك حتى صحت في وجهه:

- يزيلها كلها!

- إيه المانع؟

أنا بشوارب تعملوني من غير شوارب! هذا العمل اسمه تزوير

- يعني لا سمح الله قمنا زورنا في كمبيالة!

- هو التزوير لابد أن يكون في كمبيالات

كان غرض حضرتك أن أهل العروسة يقولوا مقدمين لنا عريس (بشنب وذقن)!

- نقوم نلجأ للغش!

- وأنت فاهم أن صورة العروسة خالية من الغش؟

- شيء عجيب!

- مؤكد شيء مفهوم مقدماً. وفي المستقبل يتضح لك أن ما عملناه أقل مما عملوه بمراحل، أطمئن!

فقلت من فوري:

- الحمد لله اطمأنيت. إذا كان مجرد (الشكل) وضعناه على هذا الأساس، يبقى (الموضوع). . .

فقاطعني:

- لا. . . (الموضوع) مضمون أربعة وعشرين قيراط. ثروتها معروفة وتحرياتنا صحيحة، وأنت حالتك المالية واضحة. . .

- دا كل قصدكم من (الموضوع)؟

- طبعاً. فيه شيء غيره؟

فلم أطق صبراً، فقمت دون أن أجشم نفسي مشقة الجواب وذهبت، وقد ذهبت عنب فكرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>