للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

محايدة تعطف على قضية بريطانيا

ويصعب علينا الآن أن نقدر أثر هذا التصريح، ولكنه يدل على شعور الديمقراطيات بعطف متبادل، ومشاركة في الآلام، أو كما يقول المثل العربي (عند الشدائد تعرف الإخوان) وهل بعد محنة فرنسا الحالية شدة؟

إذا قبلت الشروط

وإذا انسحبت القوات الفرنسية من الميدان، فإن ميدان الحرب يتحول من البر إلى البحر والجو، وهما الميدانان اللذان يمكن أن تشتبك فيهما القوات الديمقراطية مع القوات الدكتاتورية، اللهم إلا إذا حولت ألمانيا قواتها لغزو البلقان، فعندئذ يتغير الموقف تغيراً بسيطاً، ولكن النصر النهائي يتقرر في هذين الميدانين، ولإنجلترا فيهما التفوق العسكري

فشل الحرب الخاطفة

ويتغير موقف ألمانيا قبل إنجلترا فتضطر إلى الانتظار مدة يتاح فيها لأميركا تقديم معاونة جديدة، وإعداد مصانعها الإعداد المنشود، فلا مفر إذن من فشل خطط ألمانيا في الحرب الخاطفة، ولا سيما أن قوات إنجلترا ما زالت سليمة، ففي الجزر البريطانية وحدها مليونا جندي بعضهم جنود نظامية، وبعضهم للدفاع المدني

فإذا عمدت ألمانيا إلى مهاجمتها عن طريق الجو، فإن القوات الجوية ليست عاملاً فعالاً في الاستيلاء على البلدان، بل يجب الاستناد إلى قوات برية، وهنا تبرز معضلة ألمانيا الكبرى. فكيف تنقل قوات تقاتل هذه قوات إنجلترا الكبيرة؟

كيف تغزوا إنجلترا؟؟

أمامها في هذه الحال طريقان: وهما البحر والجو، فإذا سلكت طريق البحر احتاجت إلى أسطول ضخم لحماية السفن من الأسطول البريطاني، وهي لا تملك من السفن الآن ما يضمن لها تحقيق هذه الغاية، فإذا لجأت لحمايتها بالأسطول الجوي، فإن الطائرات البريطانية تنازعها السيطرة على بحرها، ولا سيما لقرب قواعدها وتفوق طائرات القتال البريطانية

فإذا قلنا يمكنها أن تفعل ما فعله الحلفاء في دنكرك عندما أنزلوا قواتهم من منطقة الفلاندر،

<<  <  ج:
ص:  >  >>