نقول: استيقظ. لقد دقت ساعة الحقائق، فانصرف إلى العلم بكل قواك. . .)
فهل الهندسة هي التي صنعت هذا الصنيع؟
لو كانت الهندسة هي التي صنعته لكان أولى المهندسين به هم أصحاب الاختراع من الإنجليز والفرنسيين، هم الذين اخترعوا الدبابة وشغلوا بتحسين الطيارة في الوقت الذي أقبل فيه الألمان، على المناطيد من أيام زبلين وخلفاء زبلين
فعند الإنجليز والفرنسيين مهندسون كالمهندسين الذين عند الألمان، بل هم المهندسون السابقون المتفوقون في هذا الميدان
ولكن (البواعث النفسية) هي التي جلست وراء المهندس فأوحت إلى الهندسة في أمة حاقدة ما لم توحه إلى الهندسة في أمة مطمئنة راضية
والبواعث النفسية هي كل شيء
هي الحياة. وكل ما عدا ذلك فهو أدوات وآلات.
والآن وقد ظهرت الدبابات الفخام هل يستطيع قائل أن يقول:
إن قلة الهندسة عند الفرنسيين والإنجليز هي التي أقلت نصيبهم من تلك الدبابات الفخام؟ أو هي التي تمنعهم أن يخترعوا مثلها، أو يخترعوا لها آفة تقضي عليها وتفلها على نحو ما يقولون: إن الحديد يفله الحديد؟
كلا!
ليست قلة الهندسة هي العلة. . . فالهندسة هنا كثير
وإنما العلة (فرصة الوقت) إذا اتسعت أو ضاقت للمخترعين. ولن تكون الهندسة هي الباعث على اغتنام الفرصة المنشودة، وإنما هي البواعث النفسية التي أسلفنا الإشارة إليها، وهي في الحرب والسلم أمضى سلاح
وهل يعلم الأستاذ الصاوي كم من الملايين الثلاثة أو الملايين الأربعة الذين زحفوا على فرنسا من الشباب الألمان يدرسون العلم ويقرءون الهندسة؟ وكم منهم يقرءون القصص والروايات؟
كلهم قراء روايات وقصص كما ظهر من إحصاء الكتب التي كانت ترسل إليهم في الميادين، فإذا طلبوا مع الروايات والقصص كتباً أخرى فذلك هو كتاب هتلر الذي