ومعنى ذلك أن الاهتمام بالبهائم والأنعام لا يغضَّ من أقدار الرجال، وإنما هو دليل على العناية بأصول الاقتصاد
أيها الغافلون من أهل هذه البلاد
راجعوا وزارة الصناعة والتجارة تخبركم عما نستهلك في كل عام من الواردات المصنوعة من الألبان، وعندئذ تعرفون أنه ليس من العيب أن نهتم بتحسين نسل الجاموس
اللهم ارزقني جاموسة أو جاموستين لأنسى مرارة الإفطار على الشاي الأسود في كل صباح
وأنت أيها الجاموس
هل تحفظ هذا الجميل فتذكر أني دافعت عنك في مجلة الرسالة الغراء؟
لقد ضاع الجميل عند الحيوان الناطق، فهل تحفظه أنت يا جاموس!
وكيف نطالبك بحفظ الجميل، وما حفظنا لك الجميل؟
كانت فِطرة العربيّ في الصحراء ألطف وأصدق، فقد نظم في ناقته أعظم القصائد، أما المصريّ فقد ظلم جاموسته أقبح الظلم ولم يذكرها بغير السخرية والاستهزاء
فهل تكون للبداوة تلك المحاسن وتكون للحضارة هذه العيوب؟
كان الفراعنة أعرفَ الناس بأصول المنافع فعدُّوا البقرة من المعبودات لأنهم رأوها من صُوَر الحنان ولأنهم عرفوا ما يصدُر عنها من الخيرات
والجاموسة أغزر نفعاً من البقرة، ومع ذلك صح لأدبائنا أن يَسخروا من الوزير الذي اهتم بصحتها الغالية!
ولكن لا بأس فنحن في زمن تَغلِب فيه السخرية من المنافع، وهو زمنٌ مقلوب الأوضاع، ولولا ذلك لرُسِمت الجاموسة بجانب الفلاح على ورق (البنكنوت)
لبن الحمير!
ومن جناية النكتة على أهل مصر نُفرتهم من شرب لبن الحمير، مع أنه بشهادة الطب أطيب أنواع الألبان، وهو في أمان من الجراثيم التي يتعرض لها لبن البقر والجاموس
ومن المؤكد أن هذه الكلمة ستفوز بطوائف، من النكت حين تظهر في مجلة الرسالة، كما ظفرت الكلمة التي نشرتُها عن فضائل الحمير في كتاب (ذكريات باريس)