للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وصف الحجر

إن حجر رشيد كما كشف قطعة غير منتظمة من صخر البازلت يبلغ طوله نحو ثلاثة أقدام وتسع بوصات، ولا يتجاوز عرضه قدمين وأربع بوصات. أما سمكه فلا يزيد على إحدى عشرة بوصة. وليس في الإمكان تحديد الجزء الناقص منه تماماً، إلا أنه من الهين أن نحكم أنه كان أطول مما هو الآن بنحو اثنتي عشرة بوصة، ويغلب على الظن أن الطرف العلوي منه كان مقوسا. وواجهة الجزء المقوس كانت محلاة بنقوش تحوي صورة القرص ذي الأجنحة لهوروس اله أدفو. وفي أسفل القرص ذي الأجنحة كنت ترى صورة الملك واقفا مع الملكة في حضرة جمع من الآلهة. وليس من الصعب أن نتصور أن هذا الحجر وهو منصوب في المعبد بجانب تمثال الملك الذي صنع تخليداً لذكراه كان من أبرز الآثار وآخذها بالألباب وأكثرها استرعاء للنظر.

أما النقوش على الحجر فقد كانت مرسومة بلغتين مختلفتين المصرية والإغريقية. وكان يعبر عن اللغة المصرية بنوعين من الكتابة: أولهما الهيرغليفي وهو القلم العتيق المستعمل منذ عهد الأسرات الأولى في تدوين كتاب الموتى والمراسيم المختلفة. وثانيهما الديموطيقي أي القلم العامي وهو المحرف عن القلم الهيراطيقي الذي كان مستعملا في نشر الأعمال الأدبية من تأليف وغيره.

وقد بطل استعمال الخط الهيرغليفي والديموطيقي عندما دخلت الديانة النصرانية في البلاد المصرية، وحلت محلهما حروف الهجاء القبطية المركبة من ألف باء اليونانية، ومن ستة حروف توافق بعض أصوات مصرية، وليس في اليونانية ما يعبر به عنها

أما الكتابة الإغريقية المنقوشة على صفحة الحجر فقد كانت عادية ومماثلة لما تحويه المخطوطات اليونانية القديمة. ويلاحظ أن القسم الهيرغليفي على الحجر مكون من أربعة عشر سطرا فقط على حين إن ما يقابله من الإغريقي مكون من ثمانية وعشرين سطر بينما يتألف الديموطيقي من اثنين وثلاثين سطرا

مجهودات العلماء في فك رموز حجر رشيد

أثارت النقوش التي على الحجر حركة عنيفة من الترجمة والبحث بين العلماء، وكان

<<  <  ج:
ص:  >  >>